الأربعاء 24 إبريل 2024
في الصميم

المغرب ودرس سيريلانكا..حذار !! 

المغرب ودرس سيريلانكا..حذار !!  عبد الرحيم أريري
الزلزال السياسي والاجتماعي الذي ضرب سيريلانكا يوم السبت 9 يوليوز 2022 بهجوم المتظاهرين على القصر الرئاسي وفرار الرئيس"غوتابايا راجاباكسا"، لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتاج  مجموعة من العوامل التي تراكمت على مدى أشهر، وولدت الانفجار، من قبيل: الانكماش والفساد وثقل المديونية وارتفاع البطالة وغياب المخزون الاستراتيجي من المواد الغذائية والأدوية والطاقية فضلا عن ارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية.
 
زلزال سيريلانكا ينهض كدرس لكل الدول التي لم تبدع حلولا لتجفيف منابع الاحتقان ونزع فتيل الاحتجاج من مجتمعاتها.
 
المغرب ليس استثناء، فبعد شهر ونصف تقريبا ستكمل حكومة أخنوش سنتها الأولى في تدبير الشأن العام، وهي سنة تميزت باحتقان اجتماعي عاصف بسبب الانكماش الاقتصادي والجفاف وتداعيات كورونا والغلاء الفاحش وارتفاع الديون الخارجية وانتفاخ رهيب في التضخم وتزايد أعداد العاطلين.
 
وياللصدف: الوضعية الحالية بالمغرب تشبه تقريبا نفس الوضعية التي اجتازتها سيريلانكا في السنتين الأخيرتين. 
 
طبعا من الصعب إسقاط تجربة دولة على دولة أخرى. لكن ذلك لا يمنع من اليقظة واستخلاص العبرة حتى لا يركن المسؤولون بالمغرب إلى "حائط الاطمئان" المبالغ فيه ويتركون الحبل على الغارب، وبالتالي يقودون المغرب إلى دوامة الفوضى واللااستقرار.
 
الدليل على ذلك أن لهيب سيريلانكا أحرق شوارع إيران وما زال يحرق مدنها، كما امتدت ألسنة اللهيب إلى الأرجنتين التي خرج سكانها بالآلاف للاحتجاج على الانحباس الاقتصادي ببلادهم، أضف إلى ذلك السودان.  ويعلم الله وحده، من من الدول ستكون غدا على لائحة اللاستقرار بفعل تردد السياسيين في تقديم أجوبة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتموينية التي تمس قوت البسطاء.
 
فحذار ياحكومة أخنوش، قبل فوات الأوان !