محمد أنور الشرقاوي: في حضرة موائد الكيف وأحلام الطفولة
"عزيزي ذو الشارب الرفيع"، كان هناك، مسندًا مرفقه على طاولة مترنحة، في تلك الدار الكائنة بشارع (جنين)، الحي الأسطوري "الكزا"، امتدادًا شعبي لشارع محمد الخامس. في منزل "عزيزي عبد الرزاق" و"خالتي زبيدة" رحمهم الله، كانت تُعقد جلسات لا تنتهي للعب الورق. الطاولة، شاهدة صامتة على حكايات محملة بالدخان، وبجانبها في فوضى منظّمة: كسرات من قالب السكر التي هرست بيد المهراز، ونعناع، وحبات شاي في أوانٍ نحاسية تحمل بصمة الزمن. ...