أنور الشرقاوي: "السلام عليكم" .. الذي يبني جسورا بين الغرباء
في مقهى شعبي بأحد أحياء الرباط، الكراسي البلاستيكية متقابلة، طاولة صغيرة عليها أثر جلسة تفرقت على التو، وأصوات الزبائن متداخلة كأنها سمفونية عفوية. يدخل رجل بملابس بسيطة، يغسل وجهه بابتسامة هادئة، ثم يرفع صوته بالتحية: «السلام عليكم» لا يوجّهها لأحد بعينه، لكنها تهبط على الجميع كقطرة مطر على أرض عطشى. يرد بعضهم، يكتفي آخرون بإيماءة الرأس، ويظلّ الصمت يردّد أصداء التحية في فضاء المقهى قبل أن يعود كل شيء إلى حاله. ...