Friday 27 June 2025
خارج الحدود

أورتيز: هكذا يرعى الرئيس الجزائري إرهاب البوليساريو

أورتيز: هكذا يرعى الرئيس الجزائري إرهاب البوليساريو عبد المجيد تبون والإرهابي أبو وليد الصحراوي
قال إغناسيو أورتيز إنه يجب الاعتراف العلني والصريح بالمشكلة الرهيبة التي يطرحها وجود "البوليساريو" في الصحراء، خاصة أنه تنظيم يساهم مقاتليه في توفير موارد مالية هائلة للجماعات الإرهابية، من خلال "دفع الفديات وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر والقرصنة ".
وذَكَّر أورتيز في مقال نشرته، الأحد 13 مارس 2022، مجلة "أتالايار" الإسبانية، بعنوان "تبون، الإرهاب في الساحل وصمت جبهة البوليساريو"، بتصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي اعتبر أن "التهديد الإرهابي أخذ أبعادا مقلقة، خاصة في منطقة الساحل والصحراء، وأوقع خسائر بشرية ومادية هائلة". لكن الجزائر، وفق أورتيز، لا تشير إلى إمكانية وصول العناصر الإرهابية إلى محيط مخيمات تندوف، ولا إلى ارتماء بعض قيادات البوليساريو في أحضان الجماعات الإرهابية.
وأضاف أورتيز أن "الرئيس الجزائري أغفل تفصيلاً هاماً، هو مشاركة أعضاء من جبهة البوليساريو، على مر الأعوام، وبشكل مباشر أو غير مباشر، في عمليات إرهابية معروفة، مثل ما سبق أن كشفنا عنه في بيان، نهاية عام 2019، بسبب خطر وقوع هجوم إرهابي في المناطق القريبة من مخيمات تندوف. غير أن جهاز مخابرات البوليساريو سارع إلى إنكار ذلك الهجوم، بل وحتى السخرية منه، في حين أنه وقع بالفعل، وهو ما أثبتته أجهزة المخابرات الأجنبية، ذلك أن أخطرت إسبانيا أن هجومًا خطيرًا وشيكا قد يحدث في تندوف ضد مواطنين إسبان".
وتابع الإعلامي الإسباني: "في ذلك الوقت، أظهرنا رفضنا للموقف غير المسؤول لقادة جبهة البوليساريو الذين اختاروا الاختباء وراء نظرية المؤامرة التي اعتادوا عليها، ووصفوا الإنذار الاستخباراتي بـ "المشبوه" ، بل ربطوه بالزيارة التي قام بها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى مدريد في تلك الأيام. في ذلك الوقت كان التهديد يأتي بشكل رئيسي من تنظيم "الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى"، الذي يقوده أبو وليد الصحراوي، وهو عضو سابق في جبهة البوليساريو، من مواليد مدينة العيون بين عامي 1971 و1973، وقد أعلن في مايو 2015 انضمامه إلى الدولة الإسلامية. بيد أنه قتل لحسن الحظ في غشت 2021 من قبل القوات الفرنسية".
واستطرد أورتيز قائلا: "يجب أن نتذكر أن أبو وليد الصحراوي قد نفذ بالفعل العديد من العمليات في الفضاء الإقليمي لمنطقة تندوف، حيث قام رفقة إرهابيين آخرين باختطاف اثنين من عمال الإغاثة الإسبان (أينهوا فرنانديز دي رينكون وإنريك غونيالون)، فضلا عن الإيطالية روزيللا أورو، من مخيمات تندوف، في أكتوبر 2011.
وقال صاحب المقال إن دراسة حول اكتساب الإرهابيين للأسلحة النارية غير المشروعة (SAFTE )، نشرفت في العام 2018، ركزت على دول شمال إفريقيا: (الجزائر ومصر وليبيا والمغرب وتونس)، كشفت أنه بفضل الجزائر وليبيا، تم تجهيز جبهة البوليساريو بترسانة من الأسلحة كبيرة نسبيا، خاصة من احتياطيات ليبيا ومالي.
وأضاف التقرير أن بعض فوائض السلاح انتهى بها المطاف إلى شبكات تهريب الأسلحة الموجهة إلى موريتانيا من قبل مقاتلين سابقين في جبهة البوليساريو، مما أدى إلى تطوير هذا الاتجار غير المشروع عبر الحدود في كلا الاتجاهين.
وذهب أورتيز إلى أنه إذا كانت القضية غير مقتصرة فقط على تندوف، لأن التهديد الإرهابي في المنطقة هو مشكلة أوسع نطاقا اليوم، حيث يُسهّلُ عدم الاستقرار السياسي والظروف الصعبة على الأرض استمرار تنقل العناصر الإرهابية بطل حرية.. فإنه من المدهش إلى حد ما أن نرى الرئيس الجزائري يتخطى علانية حمايته المفرطة لجبهة البوليساريو، حين يتحدث عن مشكلة حقيقية أصبحت أكثر إثارة للقلق كل يوم".
وانتهى أورتيز إلى أن تبون وغيره من قادة البوليساريو "يعرفون كيفية استخدام تمويه الضحية جيدًا، ويضعون أنفسهم في موقف دفاعي، ويتجنبون تورطهم باتهامات متقاطعة، تمامًا كما فعلوا في عام 2019 مع الحكومة الإسبانية".