الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

الطيب حمضي: الأطفال والحوادث المنزلية.. فواجع بالملايين يمكن تجنبها كلها

الطيب حمضي: الأطفال والحوادث المنزلية.. فواجع بالملايين يمكن تجنبها كلها الطيب حمضي

مهداة لروح الطفل ريان رحمه الله

 

كل دقيقة يموت تقريبا طفلان بسبب حادث غير متعمد، ويدخل أكثر من عشرة المستشفى لنفس السبب. كلها مآسي فظيعة تعيشها الأسر في صمت. مع قصة الطفل ريان عشنا كلنا والعالم معنا مأساة مفتوحة أحستنا بفظاعة هذه الحوادث. بجانب الوفيات تخلف هذه الحوادث إصابات وعاهات دائمة. عسى أن تكون هذه التجربة المأساوية مناسبة لنلتفت لهدا الخطر القاتل بيننا في العالم أجمع.

حوادث الحياة اليومية هي حوادث تقتل مآت الآلاف سنويا من الناس عبر العالم والملايين من الإصابة والجروح والاستشفاء والعاهات المستديمة. يذهب ضحيتها خصوصا الأطفال وكبار السن.

هي حوادث يمكن تقريبا تجنبها كلها لكنها تحصد المزيد من الأرواح لأن عالمنا بشكل عام ومنازلنا ومرافقنا غير مصممة لحماية الأطفال، بل صممها البالغون لفائدة البالغين بغض النظر عن احتياجات وسلامة الأطفال والأشخاص المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.

حوادث الحياة اليومية لدى الأطفال تشمل الحوادث الغير المتعمدة من اعتداءات وغيرها، ولا تشمل حوادث السير أو تلك الناتجة عن الكوارث الطبيعية. وتشمل الحوادث المنزلية التي تقع داخل المنزل أو بالفضاء الملحق به أو المحيط به، وكذا تلك التي تحدث بالمدرسة أو خلال ممارسة الرياضة أو الترفيه.

 

أرقام عن حوادث الحياة اليومية لدى الأطفال:

أزيد من مليون وفيات أطفال سنويا عبر العالم ناتجة عن الحوادث الحياة اليومية،

أزيد من 10 ملايين دخول المشافي سنويا. 95% من هذه الحوادث تقع بالدول ذات الدخل الضعيف أو المتوسط.

53 حالة وفاة لكل مائة ألف طفل بأفريقيا مقابل 8 وفيات لكل مائة ألف طفل في أوروبا.

عشرات الملايين من الإصابات والجروح والعاهات سنويا.

الحوادث لدى أطفال الأسر متوسطة أو ضعيفة الدخل تفوق ثلاث إلى أربع مرات معدلها عند الأسر ذات الدخل العالي بسبب ضيق الفضاء وقدم التجهيزات وغياب أو سوء جودة التجهيزات وأدوات الحماية.

لسبب الرئيسي لوفيات الأطفال دون سن 15 في الدول لغنية، ثالث سبب للوفيات، والسبب الرئيسي لوفيات الأطفال دون سن 15 عامًا.

واحد من كل 7 الى 8 طفل يتعرض لحادث غير متعمد سنويا، 15% منهم يدخلون المستشفيات و1 الى 2% تبقى لديهم عاهات أو إصابات دائمة نفسية حركية، استيتيقية أو وظيفية.

في الدول ذات الدخل العالي: بفضل المجهودات المتخذة تم خفض وفيات الأطفال بسبب هده الحوادث بمعدل 50% %، مع ذلك لا تزال تشكل 40% من الوفيات.

 

أهم خمس أسباب الحوادث: السقوط، الاختناق، التسمم، الغرق، الحريق

نصف الحوادث تقع بالمنازل أو الفضاءات المحيطة أو الملحقة بها. حوالي ثلث الإصابات تقع بالرأس. تقع حوادث منزلية، 60% ناتجة عن السقوط، 30% إصابات في الرأس. قبل 7 سنوات يكون وزن رأس الطفل غالبا على جسده.

أسباب الحوادث حسب التطور العمري للطفل: قبل الحركة يكون الاختناق بالوسادة أو أشياء محيطة بالرضيع، ثم بعدها حوادث السقوط من الفراش، الاختناق بحمل الأشياء نحو الفم. عند تعلم المشي تبدأ حوادث السقوط والتسممات والحريق والغرق... يمكن لطفل صغير أن يغرق في 20 سنتمتر ماء.

 

الوقاية من الحوادث:

بالإمكان تجنب وقوع تقريبا كل هده الحوادث من خلال:

إجراء الدراسات الوبائية المتعلقة بهده الحوادث لتحديد نوعها وأسبابها ارتباطا بالمجتمعات المحلية لاستهدافها بالحملات والإجراءات الملائمة.

تنظيم حملات التوعية والتحسيس لفائدة الكبار والأسر الأطفال حول الحوادث وطرق الوقاية منها والالتزام بها.

 -سن القوانين وتطبيقها وتحيين المعايير المتعلقة بالحماية والسلامة في مجال التعمير والتجهيزات وشروط السلامة.

 -تدريب البالغين على الإسعافات الأولية لتقديم يد المساعدة لضحايا هذه الحوادث.

الطفل ليس بالغا صغيرا، بل إنسان مختلف عن البالغين من حيث الطول والوزن ودرجة النضج، والاحتياجات ومراكز الاهتمام.

تغيير وتعديل محيط الطفل أي أولا المنزل، بإعادة النظر في كل محتوياته من أبواب ونوافذ وطرقات وممرات وأثاث وأجهزة وأدوات وسلالم بحيث تجنب الطفل الصدمات والسقوط، والاعتماد على المفاتيح والأقفال لإغلاق النوافذ والأبواب، وكل الأماكن التي يحتمل أن تصل يد الطفل إليها خصوصا تلك التي تحتوي الاشياء الخطرة من سكاكين أو سوائل سامة وادوية. وإبعاد الأشياء الصغيرة الحجم عن متناول الطفل لئلا يختنق بها.

 

بعض من سبل الوقاية على سبيل المثال:

مراقبة الطفل وهو يلعب في الحديقة أو خارج البيت او بالقرب من حوض السباحة مع تسييج الاحواض وتجهيزها بأجهزة الإنذار.

 -في حالة وجود بئر في الحديقة يجب تغطيته ووضع حواجز حوله.

تحويل مقابض المقلاة والطنجرة إلى الخلف كي لا تطولها يد الطفل.

 -الاحتفاظ بمواد التنظيف وكل المواد السامة في علبها الأصلية ووضعها في خزانة مقفلة بعيدا عن متناول الطفل.

 -عدم ترك الحبال في متناول الطفل أو قريبة منه لئلا يختنق بها.

 -عدم ترك الأكياس البلاستيكية في متناول الطفل قد يضعها على رأسه ويختنق.

- حماية سرير الطفل بما يمنع السقوط.

- الاحتياطات داخل الحمام.

- وضع شبابيك على كل النوافذ....

 

الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية