الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: عندما  يعترف قيادي بارز في البوليساريو بالوهم.. فالإعتراف سيد القرائن

الحسن زهور: عندما  يعترف قيادي بارز في البوليساريو بالوهم.. فالإعتراف سيد القرائن الحسن زهور
مصطفي سيد البشير الذي يعتبر أحد قياديي البوليساريو ويحمل حقيبة التجول بإسم وزير"الأراضي المحتلة والجاليات" في جمهورية المخيمات بتندوف، عبر بكل صراحة في إحدى لقاءاته بإحدى ضواحي باريس ل "جاليته"  في فرنسا (واللقاء موثق منتشر في بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي), صرح ضمن ما صرح به في اللقاء:   

" لست وزيراً.. أنا مجرّد لاجئ عن دائرة المحبس علينا أن نكون واقعيين ولن أكذب عليكم، وزير خارجيتنا ولد السالك موجود في الجزائر العاصمة كلاجئ، علينا أن نكون واقعيين، كما أن رئيس وزرائنا ليس رئيسا للحكومة، هو لاجئ "..

 كما ورد في ما قاله بأن:" ابراهيم غالي مسجل في وكالة اللاجئين كلاجئ وليس كرئيس وإسمه في لوائح الوكالة هو غالي سيدي مصطفى.."، كما ورد في ما ما قاله: "ليست لنا مقومات دولة، نحن الآن 47 سنة عند الجزائريين، فكل شيء من الجزائر: السلاح، الدواء، المؤونة..."

أولا ما صرح به هذا القيادي الذي يتحمل مسؤولية سياسية كبيرة في حكومة الوهم ومرشح قوي لخلافة ابراهيم غالي و(بسبب واقعيته السياسية تتدخل جنرالات الجزائر بڤيتو ضد ترشحه) لا يمكن ان يصدر هكذا إن لم يكن هناك شيء ما ( فلا دخان بدون نار)، أو هي إشارة أو رسالة سياسية إلى جهات ما(الجزائر، تيار البوليساريو الخاصه للجزائر، المغرب..) رسالة من قيادي و "وزير" في لقاء بفرنسا بعيدا عن سيف العسكر، المهم أن الرسالة وصلت إلى بريد الموجهة لهم بما فيهم المحتجزين في تندوف و مداويخ الوطن الذين ما يزالون يحلمون بالإنفصال وينعمون بخيرات الوطن.
أن يصدر هذا التصريح من هذا القيادي البارز في جبهة البوليساريو يعني أنه اعتراف بالمشروع المغربي لتسوية النزاع المفتعل اي مشروع الحكم الذاتي, ويأتي تصريح البشير أمام "جاليته" بعد:

- انسداد الأفق تماما أمام قيادة البوليساريو بعد الإخفاقات الأخيرة، منها استعادة المغرب للكركرات، وإكمال الجدار الأمني، والتلوث الجوي بدخول طائرات الدرون، والقمر الإصطناعي المغربي..

- اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء، واستفادة المغرب  تكنلوجيا واقتصاديا وسياسيا من المعاهدة الإبراهيمية التي وقعها.
- انحسار التأثير الجزائري في افريقيا بعد انخفاض مداخيل البترول، والأزمة الإقتصادية الخانقة في الجزائر، وانتفاضة الشعب الجزائري ضد العسكر الحاكم ..

- تصاعد القوة المغربية اقتصاديا وسياسيا كقوة إقليمية غيرت الكثير من المعادلات آخرها رجوع ألمانيا إلى الصواب بإعترافها بمشروع الحكم الذاتي المغربي بعد (قفزاتها: للي فيه الفز ما يقفز)..

- قوة التيار الذي يريد ايجاد تسوية مع المغرب داخل جبهة البوليساريو تحت مظلة المشروع المغربي (الحكم الذاتي) فأن يصرح "وزير" وقيادي من البوليساريو بهذه التصريحات وداخل اجتماع رسمي فهذا ينبئ بأن هناك شيء ما.. هذا الشيء هو بداية نهاية مأساة إخواننا الصحراويين المغاربة في تندوف وفي بلدان المهجر.

لذلك نتمنى أن يرجع قادة البوليساريو إلى رشدهم (فالعسكر في الجزائر لا تهمهم مصلحة المحتجزين ولا مصلحة بلدهم الجزائر  بقدرما تهمهم مصالحهم بإدامة الصراع)، فايديولوجيات " البؤر الثورية" المنتمية الى الحرب الباردة فشلت وأبانت عن دمويتها وعن رجعيتها، فانهارت بانهيار أغلب دولها الديكتاتورية. 

فليس لإخواننا في جبهة البوليساريو إلا الرجوع إلى وطنهم المغربي، لأنه الوحيد الذي سيحميهم من طيشهم ومن مآسيهم التي سببوها لأنفسهم وللمغرر بهم حين ارتموا في حضن العسكر الجزائري..
وسيبقى الوطن دائما غفورا رحيما.