الأحد 21 ديسمبر 2025
منبر أنفاس

عمر المصادي: الوفد الجزائري في كأس إفريقيا للأمم.. الرياضة مسؤولية أخلاقية وأدب الضيف واجب

عمر المصادي: الوفد الجزائري في كأس إفريقيا للأمم.. الرياضة مسؤولية أخلاقية وأدب الضيف واجب عمر المصادي
تعد كأس إفريقيا للأمم مناسبة رياضية كبرى تتجاوز حدود التنافس داخل المستطيل الأخضر، لتصبح فضاء يعكس أخلاق الشعوب وقيمها، ويبرز مدى احترام الوفود المشاركة للبلدان المضيفة، وفي هذا السياق، يشارك الوفد الجزائري في هذه التظاهرة القارية وهو مطالب، كغيره من الوفود، بتمثيل بلده تمثيلا يليق بتاريخ بلده ومكانتها.

فالوفد الجزائري، الذي يضم لاعبين وطاقما فنيا وإداريا، إضافة إلى الأنصار، لا يمثل نفسه فقط، بل يحمل صورة وطن بأكمله، وعليه، فإن نجاح المشاركة لا يقاس بالنتائج الرياضية وحدها، بل أيضا بالسلوك العام، والإلتزام بقيم الروح الرياضية، واحترام قوانين وأعراف البلد المنظم.

ويعد أدب الضيف من الركائز الأساسية لأي مشاركة ناجحة، خاصة عندما تقام المنافسة في بلد جار، ويشمل هذا الأدب احترام مؤسسات الدولة المضيفة ورموزها الوطنية، إذ يعد الملك في المملكة المغربية رمز وحدة البلاد واستقرارها، ومكوّنا أساسيا من هويتها السياسية والتاريخية.

ومن هذا المنطلق، فإن احترام هذا الرمز يعد جزءا لا يتجزأ من احترام سيادة الدولة المضيفة وشعبها.
كما يفرض أدب الضيف على الوفد الجزائري التحلي بالإنضباط، وتجنب أي تصرفات أو تصريحات قد تفهم على أنها إساءة أو استفزاز، سواء داخل الملاعب أو خارجها، فالرياضة وجدت لتقريب الشعوب، لا تزرع التوتر أو الخلاف، وكأس إفريقيا للأمم تمثل فرصة حقيقية لترسيخ قيم الأخوة والإحترام المتبادل بين الدول الإفريقية.

وفي الأخير، يبقى الوفد الجزائري مطالبا بأن يكون نموذجا في الأخلاق قبل الأداء، وفي السلوك قبل النتائج، لأن صورة الجزائر تبنى بتصرفات ممثليها كما تبنى بإنجازاتهم، فالأدب، والإحترام، وحسن الضيافة المتبادلة، هي الأساس الحقيقي لنجاح أي تظاهرة رياضية قارية.