الثلاثاء 19 مارس 2024
جرائم

هكذا سقط "ابن الوزير والدبلوماسي والصحافي المصري المزيف" في قبضة أمن مراكش 

هكذا سقط "ابن الوزير والدبلوماسي والصحافي المصري المزيف" في قبضة أمن مراكش  الدبلوماسي المصري المزيف في صورة مع العثماني

على إثر السبق الصحفي الذي باشرته "أنفاس بريس" يوم الثلاثاء 20 أبريل 2021 في الكشف عن هوية ديبلوماسي مصري مزيف، تحت عنوان: مراكش.. من يكون "الدبلوماسي المصري المزيف" الذي يدعي معرفته الشخصية بوزراء في حكومة العثماني؟، تعود الجريدة مجددا للكشف عن باقي الهويات المزيفة التي مازال يجول بها (ع.ج) أرض الوطن طولا وعرضا، خاصة وأن الديبلوماسي المزيف ظهر من جديد متنقلا على متن سيارة جديدة رباعية الدفع تحمل رقم 529549wwCD، كما ظهرت له صور تذكارية مع سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، وشخصيات أجنبية رفيعة المستوى بالرباط.

 

وحصلت "أنفاس بريس" على وثائق وصور حصرية تخص الدبلوماسي المصري المزيف (ع.ج)، وأخرى يدعي بها انتماءه للجسم الصحافي المغربي وعضويته في "النقابة الوطنية للصحافة المغربية"، وفي "هيئة سفراء العرب" و"هيئة الإعلاميين العرب" و"هيئة الدفاع وحقوق الإنسان"... على حد ادعاءاته، ناهيك عن صفة المسؤول الإعلامي لدى السفارة المصرية، وبالطبع فكل وثيقة يستعملها، تكون لغرض معين؛ مع العلم أن السفارة المصرية، وفي رسالة لها موقعة من السفير المصري نفسه، أشرف إبراهيم، يؤكد قطعا أن (ع.ج) ليست له آية علاقة  بالسفارة وليس عضوا بها وليس له أي تعامل معها.  فمن يكون إذا؟

 

حقيقة الدبلوماسي المصري المزيف

على إثر علمها بخبر تحركاته، راسلت سفارة جمهورية مصر العربية بالرباط وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مديرية التشريفات، لتحيطها علما أن مواطنا مصريا يدعى (ع.ج) مقيم بالرباط، ينتحل صفة نائب سفير مصر أحيانا، والمستشار الإعلامي بالسفارة أحيانا أخرى، مستخدما بطائق زيارة، ملتمسة من  وزارة الخارجية المغربية عبر رسالتين عاجلتين، بتاريخ 21 أبريل 2021 تحملان رقمي 2021/ 209 و230، إبلاغ الجهات الأمنية بمدينتي مراكش والرباط بالتحري عن المواطن المذكور والقيام باتخاذ اللازم حياله، لـ "وقفه عند حده"، مؤكدة أيضا (السفارة) أن السيارة التي كان يتنقل على متنها خلال زياراته المتكررة للإدارات المغربية وتحمل ترقيما دبلوماسيا رقم CD1و25 ليست تابعة للسفارة. وهي السيارة التي سيتم  حجزها لاحقا من طرف أمن مراكش...

وبالعودة إلى تفاصيل القضية، فإن التحقيق الذي باشرته معه الأجهزة الأمنية بمراكش بكل حرفية، في المنسوب اليه، كان جوابا على مراسلة السفارة المصرية، وبناء على محضر الاستنطاق الامني، وتطبيقا لمسطرة  التلبس بالجريمة (مواد 47 و73 و74 و385 من قانون المسطرة الجنائية)؛ وبما أن إجابته خلال الاستنطاق لم تدحض التهمة الموجهة اليه، وهي "انتحال صفة نظم القانون شروط اكتسابها مع استعمال صفيحة مزورة"، فقد تمت متابعته في حالة سراح بكفالة مالية قدرها 20 ألف درهم.. والأدهى من ذلك أنه عندما تم الاتصال به هاتفيا من طرف أمن مراكش لمواصلة الاستماع  إليه، سيفيد لرجال الأمن، أنه يتلقى العلاج بإحدى المصحات الخاصة، مصرا بـ "وجه قاسح" على أنه ينتمي للبعثة الديبلوماسية المصرية بالرباط، وبالتالي يجب استدعاؤه عن طريق وزارة الخارجية، على حد قوله. وكان قد أدلى في إحدى اعترافاته التلقائية أمام الأمن، أنه راسل مسؤولين بمدينة مراكش في أمور شخصية، بعبارة: "(ع.ج) البعثة الدبلوماسية المصرية بالمملكة المغربية".. وهي عبارة تتطلب لوحدها تحقيقا مفصلا، بعد رسالتي السفير المشار إليهما سابقا، مدعيا معرفته الشخصية بوزراء في حكومة العثماني من بينهم وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ووزيرة التعمير والإسكان نزهة بوشارب... ناهيك عن الصفة التي يقدم بها نفسه مرفقة ببطاقة زيارة تحمل علم مصر، مكتوب عليها "مستشار المستشار الإعلامي بسفارة جمهورية مصر العربية بالرباط"... وأرقامه الهاتفية وهويته.

 

حقيقة الصحافي المصري المزيف

ومتابعة للبحث الذي واصلته معه الأجهزة الأمنية بمراكش، والاستماع إليه في محضر قانوني بخصوص انتمائه للجسم الصحافي المغربي، تبين أن (ع.ج) لم يدل بأي اعتماد صحافي الذي زعم بمحضر أقواله أنه يتوفر عليه، فيما أدلى ببطاقة انتمائه لـ "النقابة الوطنية للصحافة المغربية" رقم 4615 صالحة إلى غاية 29 يناير 2023، كما أدلى بنسخة من وصل طلب الحصول على بطاقة الصحافة لا يحمل أي توقيع أو طابع. كما أدلى بعدة شواهد عمل مصادقة عليها، أفاد أنها مع جرائد مغربية ، منها: رئيس تحرير "المجلة الدبلوماسية المغربية" براتب شهري قدره 30 ألف درهم، ورئيس تحرير جريدة "الحدث اونلاين تيفي" براتب شهري قدره 10 آلاف درهم، وأيضا مدير نشر مفوض بمجلة "ماروك فنون" براتب شهري قدره 15 ألف درهم، وشهادة يؤكد فيها حصوله من جهة مجهولة خارج المغرب على راتب شهري قدره 4500 دولار نظير منصب مدير بعثة المراسلين لشمال إفريقيا. وإن صحت هذه المعلومات التي اعترف بها تلقائيا وإشهاديا أمام الأمن، فما على مديرية الضرائب إلا أن تتحرك... فضلا اعترافاته تأسيسه لعدة شركات مغربية...أواعترافاته ايضا أنه يملك شركة بفرنسا، وشريكا في جريدة "اليوم السابع"، رفقة شريكته المغربية (م.ج) التي يقيم معها في فيلا بمراكش بشكل يثير عدة تساؤلات، خاصة بعد تصريحه أمام الأمن أنه متزوج من أمريكية ومصريتين وله معهن أولاد.

السؤال هنا هو: كيف حصل هذا الصحافي المصري المزيف على بطاقة "النقابة الوطنية للصحافة المغربية"، صلاحيتها تفوق السنتين؟... ومن هم الأشخاص الذين يتعاونون معه "على الإثم والعدوان"، خاصة وأنه تم استقباله مؤخرا بشكل رسمي من طرف مسؤولين بمراكش، بالرغم من المتابعة القضائية التي مازالت تلاحقه في حالة سراح، بتهمة "انتحال صفة نظم القانون شروط اكتسابها مع استعمال صفيحة مزورة"... في انتظار فتح ملفات أخرى ضده.

ولتسليط الضوء أكثر عن مسار هذا "الصحافي المصري المزيف" الذي تسلل داخل الجسم الصحافي المغربي خلسة، سوف نلاحظ زيفه في الرد على أسئلة رجال الأمن، وكيف تحول (ع.ج) حسب ادعاءاته التي لا تنتهي، من رئيس لمجموعة شركات مصرية متخصصة في تصدير  الفوسفاط إلى أندونيسيا وشرق آسيا، إلى صحفي بجرائد "روز اليوسف" و"الوفد" و"الأحرار" المصرية.. والحقيقة أننا استفسرنا مصادرنا في هذه الجرائد، ولا أحد يعرفه... لكن سيتأكد لنا أنه غادر مصر في اتجاه الكويت في ظروف مشبوهة، وبعدها سيحط الرحال أرض المغرب، ليحصل على الإقامة سنة 2014، مصرحا للأمن، أنه يشتغل حاليا مدير تحرير لعدة جرائد مغربية منها: "الحدث، المجلة الدبلوماسية المغربية، ماروك نيوز، ماروك آرت"، فضلا عن اشتغاله مراسلا دوليا لـ "أخبار العرب"، ورئيسا لـ "بعثة المراسلين الصحفيين بشمال إفريقيا" ومستشارا إعلاميا بالسفارة!!!!

 

ابن الوزير المصري المزيف

ليس هذا فقط، بل صادفنا خلال التحقيق في هويات (ع.ج) الدبلوماسي المصري المزيف، الذي أربكت تصرفاته بعض المسؤولين بمراكش، رسالة له موقعة من طرفه، مؤرخة بتاريخ 20 أبريل 2021، موجهة إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، يتحدث فيها عن دراسته بمدرسة مولاي يوسف المولوية منذ تاريخ 1992، حينما كان والده وزيرا مفوضا بالسفارة المصرية بالمغرب، وقد اختار الإقامة في المغرب، لأن هذا الأخير بالنسبة إليه أجمل بلد في العالم، لكنه لن يسمح.. أكيد، لمثل هذه الكائنات أن تتكاثر في مجتمعنا...