الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: في ضرورة حصول تناوب سياسي جديد

عبد السلام المساوي: في ضرورة حصول تناوب سياسي جديد عبد السلام المساوي

لا يمكن بأي حال من الأحوال، وتحت أي ذريعة كانت، أن يتهرب الحزب الحاكم من تقديم الحساب عن عشر سنوات من تدبيره للسلطة، ومهما كابر حزب العدالة والتنمية بالاختبار وراء معارك سياسية مصطنعة، أو أراد التلاعب بعواطف الرأي العام بتقديم مبادرات سياسية وحقوقية مبتذلة لحل أزمات صنعها بنفسه، فهو اليوم وجها لوجه أمام حصيلته، وقد جاء وقت الحساب واقتربنا من لحظة النهاية السياسية لحزب ملأ الدنيا بالشعبوية المقيتة، التي تحولت إلى سراب على مستوى النتائج .

 

لقد حان الوقت لجعل الانتخابات جلسة سياسية للمحاسبة وترتيب الجزاء السياسي على ذلك، قبل أن تتحول الى لحظة الاحباط الجماعي .

 

سيكون من المستحيل أن يقدم حزب العدالة والتنمية المنهك بـ "الحكم"، شيئا ذا بال للمغاربة في الفترة ما بين 2021 و2025 وهي من أصعب المراحل التي سيمر منها المغرب بسبب التداعيات الحقيقية لأزمة كورونا .

 

فلا يمكن أن تسبح في النهر مرتين بالطريقة ذاتها، والأحرى ثلاث مرات، كما يستحيل ان تستمر دورة إنتاج الأفكار في الكيان الواحد نفسه على الإيقاع ذاته 15 سنة متتالية، وإلا سنكون أمام كائنات خارقة، وليس بشرا مثلنا من لحم ودم .

 

إن المغرب في هذه السنوات المقبلة بالذات، يحتاج إلى جيل جديد من الأفكار والحلول والمخارج... أفكار سقفها كسب رهانات صعبة دشنها المغرب، بقيادة جلالة الملك، بشجاعة كبيرة، وهو يبحث عن موقع صلب في عالم متحور ومتحول، لن يقبل بالدول الضعيفة بعد اليوم .

 

رهان خارجي بطموح كبير في التموقع على جميع الواجهات، في إطار توجه ذكي لتنويع الشراكات، يوازيه رهان داخلي في تنزيل الميثاق الوطني للنموذج التنموي الجديد الذي لا يطمح فحسب لإنقاذ المغرب من الأزمة المترتبة عن التدبير السابق، بل يحمل طموح بلد مستقل اقتصاديا ومعافى اجتماعيا ومنتج للثروة والقيم المضافة والرخاء لمجموع المغاربة، في إطار سيادة وطنية لا تقبل النقاش .

 

إن الكرة اليوم في ملعب الناخب المغربي الذي عليه أن يختار ويتحمل مسؤولية اختياره :

- إما أن نواصل على النهج نفسه من الأفكار والنخب والكفاءات، التي وصلت إلى نهايتها ولم تعد تملك ما تعطيه موضوعيا ومنطقيا وذاتيا.

- أو نبحث عن خيارات أخرى في أماكن أخرى في مغرب لا نعتقد أنه ولد حزبا واحدا فقط وأصيب بالعقم.

 

المغرب "ولاد" ومنتج وزاخر بالطاقات والكفاءات والأفكار، يكفي أن تكون لنا الجرأة لقبول التعدد والاختلاف والتناوب السياسي السليم.