أطرف بلاغ حكومي هو الذي صاغته وزارة الداخلية القطرية والهيئة العامة للسياحة حول الشروط الجديدة التي وضعتها قطر كي يحصل بموجبها المغاربة والجزائريون على تأشيرة الدخول إلى أراضيها. بلاغ أثار السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، لنتمعن في الفقرة الأهم من البلاغ "يشترط على الراغبين في الحصول على تأشيرة الدخول عند الوصول لدولة قطر من مواطني الدولتين أن يكونوا من حاملي تصريح الإقامة أو التأشيرة السارية للمملكة المتحدة، أو الولايات المتحدة الأمريكية، أو كندا، أو أستراليا، أو نيوزيلندا، أو بلدان اتفاقية شنجن أو دول مجلس التعاون الخليجي".
ورب سائل سيتساءل: وماذا سيغري حاملو هذه التأشيرات في قطر؟ وماذا يوجد أصلا في "صحراء" قطر حتى يبذل مغاربة "المملكة المتحدة" أو "الولايات المتحدة الأمريكية" أو "كندا" أو "أستراليا" أو "نيوزيلندا" أو بلدان اتفاقية "شنجن" كل هذا العناء لدخول دولة مدرجة في قوائم الدول المتهمة برعاية الإرهاب وتسمين أرصدة تجار الدين؟ من هو الأحمق من هؤلاء السياح المغاربة الذي كان يعيش في "نعيم" هذه البلدان الديمقراطية حتى يخاطر بنفسه ويغامر بأمواله ليستثمرها في "جحيم" قطر التي يفوق معدل درجة حرارتها الأربعين؟
من هذا المخبول الذي يغادر "جنان" سويسرا، وشواطئ إسبانيا، وسحر بريطانيا، وملائكة إيطاليا، وشقراوات النرويج، طمعا في رؤية "شياطين" الدوحة؟!
قمة العار أن تنشر قطر بلاغا لا يصدقه إلا المجانين، لأن العقلاء لا يزورون قطر حتى لو فتحت بواباتها بلا تأشيرات، أو جوازات سفر، أو تذاكر طائرات مجانية، لأن السؤال مازال يحرقنا ولم نجد له جوابا: ماذا يغري المغاربة لحزم أمتعتهم والسفر إلى "الدوحة"، عاصمة إمارة "الانقلابات" و"الدسائس"، ومهندسة كل هذا "الخراب" العربي؟!