يقول المثل الشعبي "مول الفز كيقفز".. هذا حال الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية الذي يزف "بشرى" للمغاربة "قطر تعلن رفع تأشيرة الدخول إلى أراضيها". كأن المغاربة كانوا شادين الصف قرب الحدود القطرية يستجدون أمام بوابات "ابن موزة" لدخول "الجنة".
"مانشيط" خادع كهذا يظهر نوايا حزب البيجيدي وارتباط قياداته الروحي والوجداني بأهم عواصم "الإخوان والمسلمين"، وأهم إمارة خليجية متهمة برعاية الإرهاب. حزب العدالة والتنمية الذي انتظره المغاربة ليبشرهم بالزيادة في الأجور وإسقاط خطة إصلاح التقاعد السيئة الذكر وخفض أسعار البنزين والمواد الغنائية ومحاربة الفساد وتقوية البنية التحتية للمؤسسات العمومية... وهلم جرا، نراه يهلل ويطبل لقرار قطر برفع التأشيرة عن المغاربة، كأنه انتصار للحزب الحاكم، حزب العدالة والتنمية الذي عاش في عهده المغاربة قاطبة في عتمة وتيه سياسي وفساد أخلاقي وتراجع اقتصادي لا مثيل له.
شهامة المغاربة وافتخارهم بهويتهم ووطنهم لا يدفعهم إلى الاعتزاز بقرار سيادي لدولة أخرى كان ينبغي أن تتخذه قطر منذ سنوات وليس في هذا "الوقت الميت". فتح الحدود ليس نعمة وصدقة قطرية تجاه المغاربة.
حزب العدالة والتنمية الذي كان يقود الحكومة -يا حسرة- لماذا لم يحرك ساكنا بعد القرار القطري الأخير برفع التأشيرة عن 80 دولة مع استثناء المغرب، رغم التضحية التي قام بها المغرب ومساندته اللامشروطة لتميم في عز أزمته، مساندة غامر فيها بعلاقاته الدبلوماسية مع حلفائه الخليجيين التقليديين (السعودية والإمارات والبحرين). حزب "الإخوان المسلمين" بالمغرب التزم "مبدأ التقية" وخرس لسانه عن التعليق والشجب والإدانة، دفاعا عن كرامة المغرب. لكن اليوم يعتبر إسقاط قطر التأشيرة عن المغاربة "بشرى" سقطت من السماء.
منتهى الاستبلاد لعقول المغاربة حين يفتخر حزب العدالة والتنمية برفع قطر التأشيرة عن المغاربة، منتهى التحقير لهويتنا وكبريائنا وحضارتنا، منتهى التقليل من كرامتنا المغربية التي لا تسمح لنا باللهاث لدخول قطر التي أنعمت علينا بفتح حدودها في وجه المغاربة الذين يموتون جوعا، ويعيشون ظلما وعدوانا.
نتصور من يقرأ مانشيط موقع حزب العدالة والتنمية "بشرى للمغاربة .. قطر تعلن رفع تأشيرة الدخول إلى أراضيها"، يتخيل أن المغرب كان في شوق إلى هذه "البشرى"، كان في انتظار حارق إلى هذه الهبة السماوية، خاصة وأن المهتمين بالحقل السياسي يعرفون من هو المستفيد الأكبر من هذه "البشرى"، ومن سيقيم جسرا جويا من "الرباط" إلى "الدوحة" ليملأ جيوبه وخزائنه بالمساعدات المالية والهبات والهدايا لخدمة أجندة سياسية لتغذية الأصولية الدينية بأرض التسامح الديني. لذا نتفهم كيف طار قلب حزب العدالة والتنمية فرحا وهو يسمع هذه "البشرى"، لأنها بشرى تخص فئة من المغاربة، وحزبا من أحزاب المغاربة، وجناحا أصوليا من الأجنحة الأصولية المغربية ليس إلا... وبه وجب الإعلام!!