Monday 7 July 2025
سياسة

حكومة سعد الدين العثماني.. حكومة أشباح و"دزينة" من الوزراء "المتغيّبين" و"العاطلين" و"النّائمين" في كهوفهم الزجاجية

حكومة سعد الدين العثماني.. حكومة أشباح و"دزينة" من الوزراء "المتغيّبين" و"العاطلين" و"النّائمين" في كهوفهم الزجاجية

ينقص وزير واحد في حكومة سعد الدين العثماني لتصبح حكومة الأربعين (...) ومن حقنا أن نتساءل: لم كل هذه الجوقة؟ والجميع يعرف أن نصف هذه "الدزينة" من الوزراء شاهدهم المغاربة مرة واحدة أثناء استقبال التنصيب، ويجهلون حتى أسماءهم.

أنسب مكان للبيات "الشتوي" و"الصيفي" هو أن تُعيَّن وزيرا أو وزيرة.. إنها أجمل مهنة في العالم هي ومهنة محلل رياضي في قنوات "بي إن سبورت" القطرية"، أي كيف تكسب الملايين شهريا من دون أن تسقط من جبينك قطرة عرق واحدةٍ.

كي تكون وزيرا في المغرب لن تحتاج إلى مؤهلات علمية كبيرة أو مكانة سياسية مرموقة، يكفي أن تكون "ولد الفشوش" أو كائنا حزبيا يعرف "تخراج العينين"، لذا لا نتفاجأ إذا حَكَمَنا وزراء "لفشوش" و"تخراج العينين"، لأن السياسة تشبه عندنا "القمار" لا يحتكرها إلا "المقامرون" المحظوظون الذين يحترفون "قواعد اللعب" وفن المراوغة و"الدريبلاج".

جميلة المصلي، مونية بوستة، حمو أوحلي، فاطمو لكيحل، خالد الصمدي، العربي بن الشيخ، رقية الدرهم، لمياء بوطالب، عثمان الفردوس، نزهة الوافي، دون احتساب بقية الوزيرات والوزراء المنتدبين الذين استأنسنا بأسمائهم منذ الحكومة السابقة لعبد الإله بنكيران، وجُدّدت فيهم الثقة لنحفظ أسماءهم عن ظهرا قلب ليس إلا... هؤلاء الوزراء ينبغي أن يوضعوا في ركن المتغيبين، لأن معظم المغاربة لا يصدقونك إذا قلت لهم إن "مغارة" حكومتنا الموقرة يحرسها 39 وزيرا ووزيرة. فنحن بارعون في تصميم وتفصيل أسماء الوزارات، وكل وزيرة أو وزير بعد التنصيب يمنح "وسادة" و"سريرا" مع شعار "ناموا لا تستيقظوا، فما فاز إلا النُّوَم". فهذا هو دور "الحقيبة" الوزارية، وهو أن يعبئها الوزير بأدوات الراحة والسياحة و"التخدير".

الوزير المغربي يشبه "السائح"، وربما إمعانا في إكرامه بعد قضائه خمس سنوات في وزارة "عريضة" و"فسيحة" و"مريحة" و"مربحة"، نمنحه وزارة جديدة لمواصلة رحلة الاستجمام.

اسألوا "التقدمي" نبيل بنعبد الله أو "اليميني" شيخ الوزراء امحند لعنصر، عن مغامراتهما الممتعة في الوزارات المتعددة التي كانت من نصيبهما. هذا هو امتياز أن تكون زعيم "دكان حزبي" في المغرب، أي أن تستيقظ كل صباح وتصبح لا ترى إلا نفسك في المرآة، ولا ترشح إلاّ نفسك أنتَ إلى منصب الوزارة.

زعيم الحزب في المغرب يساوي "الانتهازي" و"قناص" الحقائب الوزارية إلا من رحم ربي. انظروا إلى محمد ساجد مثلا، لمّا دخل السياسة كأنه يدخل مزادا علنيا، التحق بحزب "الحصان"، ومنذ امتطى صهوته وهو يحصد المكاسب، من عمدة لأكبر مدينة في المغرب، إلى وزير، مرورا بزعيم حزب.

ربما هذه "الزعامة" هي مفتاح الوزارة!! وهذا جانب آخر له أهمية وعلاقة بكيفية اقتسام "غنيمة" الوزارات. فكي تصبح صاحب حقيبة وزارية أمامك ثلاث طرق: إما أن تكون زعيم حزب أو "ولد لفشوش" أو من المنعّم عليهم والمقربين من دوائر القرار!!

لكن السؤال الكبير الذي يحرق كبد المغاربة: أين اختفى كل هؤلاء الوزراء الذين اصطفوا إلى جانب الملك، ربما هذه هي الصورة التي ستظل "وثيقة" تاريخية على أن حكومة سعد العثماني أصبحت بين يوم وليلة "حكومة أشباح" و"أشباه" وزيرات ووزراء!!.