الجمعة 10 مايو 2024
مجتمع

الرماش: هاذي والتوبة وليغفر لي الوطن ما اقترفته في حقه (فيديو) 

الرماش: هاذي والتوبة وليغفر لي الوطن ما اقترفته في حقه (فيديو)  عبد الله الرماش، أحد المستفيدين من برنامج مصالحة
كان ذلك في فبراير 2008، عندما ألقت السلطات الأمنية القبض على مجموعة من الأشخاص ضمن ما عرف حينها بخلية بلعيرج، ومن بينهم قياديون في الحركة من أجل الأمة (المرواني) وحزب البديل الحضاري (معتصم) وآخرون من حزب العدالة والتنمية.. وأدينوا بالسجن المؤبد والمحدد بتهم تتعلق بمحاولة إحداث انفجارات في البلاد واغتيال شخصيات، وحيازة أسلحة.. وهي التهم التي تندرج في قضايا الإرهاب..
عبد الله الرماش، واحد من هؤلاء الذبن كانوا ضمن هذه المجموعة التي لها جذور تمتد لحركة الشبيبة الإسلامية، اشتعل شعره ولحيته شيبا، وهو الذي أدين ب 30 سنة سجنا نافذة، قضى منها 12 سنة، ليفرج عنه مؤخرا بعد استفادته من برنامج مصالحة الذي ابتكرته المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بمعية شركائها، مؤسسة محمد السادس لإعادة الإدماج والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والرابطة المحمدية للعلماء، وخبراء في المجال.
بين فبراير 2008 وماي 2021، جرى ماء كثير، اختلى فيها الرماش ولد حي الإدريسية بالدار البيضاء بنفسه، واقتنع بعد سنوات أن المسار الذي كان فيه غير شرعي وغير مشروع، ليقرر بمبادرة منه الانخراط في برنامج مصالحة الذي يتوخى مراجعة فكرية لمعتقلي قضايا الإرهاب، من خلال إبداء التوبة، والتخلص من الأفكار المتطرفة واعتناق أفكار الحلم والتسامح، وهو ما يصب في إحداث مصالحة مع الذات ومع المجتمع..
ولأن إعادة الإدماج لا يكتمل إلا بتعزيز كرامة المواطن المغربي، فقد استفاد كل المعنيين ببرنامج مصالحة الذي تتولاه مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، بعد الإفراج، من عمليات توزيع مشاريع مدرة للدخل لفائدة نزيلات ونزلاء سابقين بالمؤسسات السجنية.
وهي العملية التي خصص لها غلاف مالي بلغ 2.576.296,77 درهم، يستفيد منها 50 مستفيدا ينتمون إلى مختلف مدن وأقاليم المملكة بينهم نزيلتين سابقتين، ممن تم الإفراج عنهم بموجب عفو ملكي سامي أو بعد انقضاء العقوبة.
وتتنوع مجالات المشاريع المدرة للدخل موضوع هذه العملية بتنوع طبيعة تكوين ومؤهلات وقدرات المستفيدين منها المهنية والحرفية وبالخصوصية السوسيو-اقتصادية للمناطق التي ينتمون إليها من جهة، من قبيل الخدمات والتجارة والبناء والمطعمة والصناعة التقليدية والفلاحة، وكذا حاجيات سوق الشغل من ثانية.
يذكر أن برنامج "مصالحة" الذي أقفل نسخته السابعة وبلغ عدد مستفيديه من خدمات المؤسسة 128 مستفيدا، غايته إعادة إدماج هذه الفئة من خلال المصالحة مع الدين والذات والمجتمع، يتوج بالإدماج السوسيو-مهني بتمكينهم من مشاريع مدرة للدخل بعد استفادتهم من برامج المصاحبة الاجتماعية والصحية والإدارية والمهنية وفق مشروع الحياة الفردي الذي تسهر على إعداده المراكز الجهوية للمصاحبة وإعادة الإدماج التابعة للمؤسسة وشركاؤها مع كل مستفيد على حدة بعيد الإفراج عنهم مباشرة.