Sunday 6 July 2025
سياسة

مومر: إلياس العماري و خرافة الحوار مع مستقيل يهاب المسؤولية!

مومر: إلياس العماري و خرافة الحوار مع مستقيل يهاب المسؤولية!

بعد تقديمه للإستقالة من منصب الأمين العام لحزب "البام"، دعا إلياس العماري في خرجة جديدة إلى مشاركة الجميع لحوار وطني يؤسس على قاعدة "إنقاذ الوطن من الأزمات المتربصة به"، مضيفا "فمن دون الحوار الذي يجب أن تجلس إلى طاولته جميع الأطراف، سيكون من الصعب جدا الحصول على ترياق جاهز من شأنه أن يفسخ عقد الأزمات المركبة التي تحوم على بلدنا". وفي هذا الإطار توصل موقع "أنفاس بريس" من عبد المجيد مومر الزيراوي، شاعر ورئيس الإختيار الحداثي الشعبي، برد على العماري عبر هذه القراءة:

"مثلما تشرحه التعريفات اللغوية الإصطلاحية فالهرطوقي هو كل مبتدع في الدين أو الفكر أو السياسة بإدخال معتقدات جديدة عليها أو إنكار أجزاء أساسية منها بما يخدم الطرح الذي يحتضن مصلحته. و حيث أننا نختص بالحديث السياسي، و بعد التمعن في مقال الأمين العام المستقيل إلياس العماري لا بد أن ينفعل القارئ أمام هول خرافة "السي الهرطوقي"، كيف لا ؟ ! و إلياس ينفث سموم ما بعد الإستقالة بابتداع هرطقة " الحوار الفاشي للقيادات الحزبية الشعبوية ".

عذرا، لكن عن أي حوار يتحدث هذا المسئول المستقيل؟ ربما يؤسس "السي الهرطوقي" لإنجاح فعاليات "الحوار الحزبي للتهرب من المسؤولية السياسية "، حوار يجمع كل قادة الأحزاب الفاقدة للثقة و المصداقية و يتم توسيعها بدعوة باقي أبواق العدمية و الرجعية الرافضة للدستور. وسيشكل الحوار"حدثا معرفيا كبيرا" يرعى التقاطبات الظاهرة لمحاور الصراع التي تنبني جميعها على مبدأ معالجة الخطأ بخطأ أفظع. ففرعون "العدالة والتنمية" عبد الإله بنكيران يعالج أخطاءه المتسارعة بخطأ التشبت بوهم "الكرسي" و تفصيل قوانين التمديد في خرق سافر للديمقراطية الحزبية و مبدأ دوران النخب. و "السي الهرطوقي" يعالج أخطاءه مع الديمقراطية داخل جهته و عصبته الحزبية بخطأ تفجير المشروع الحداثي المغربي. لكن ما يغيب على نجوم التسلط الحزبي أنهم بصدد تقويض أركان ما أصطلح عليه الخبراء العارفون بالطريق الثالث "الأنموذج المغربي".

لأن العبث السياسي للقيادات الحزبية الشعبوية وسلوكها اللاعقلاني في استيعاب ماهية التحول الديمقراط، هما منبع الإفلاس الحقيقي للمنظومة الحزبية، و هما من رفعا وتيرة الأزمة لتتوسع بشكل مريب.

فمهلا يا السي إلياس الهرطوقي..

يجب أن تتذكر بأنك منذ مدة جد قصيرة استقلت من منصبك الحزبي لأنك فشلت، و الدراسات و الأبحاث العلمية الطبية المعاصرة تنصح بعدم الإهتمام بردود أفعال الفاشلين حديثا، لأن آثار الصدمة تتطلب مدة غير وجيزة من حصص علاجية متطورة أو ذاتية. و بالتالي فطرح سؤال من يمتلك حل الأزمة؟ هو طرح تضليلي و الصيغة الأمثل هي: من ينقذ إلياس من الإفلاس؟. أما الأزمة فلها مؤسسات دستورية قمينة بحلها إذا تفضلت "النخب الفاشلة و القيادات الحزبية الشعبوية" بتقبل نتائج التحقيق في أخطائهم و عدم السعي للإفلات من العقاب.

و حيث أن الفاشل بالفاشل يذكر، فلا بد أن نحيط "السي القرموطي" علما أن من بين الفاشلين نجد ذاك المثقف "المستقيل أو المقال" فكلاهما ليس بالأملس، ذاك المثقف المريد عند شيوخ "الثقافة العالمة" والذي يدافع عنه "السي الهرطوقي" بالقول أنه ضحية تقلبات الصراع على السلطة. و تناسى "السي الهرطوقي" أن الأضواء البراقة الكامنة في الأجوبة الصغرى تبعث فقط على الزهو الفارغ و النرجسية القاتلة التي تعيش هالتها "نخب الثقافة العالمة" وتبني عليها مظلوميتها بل تسميها اغترابها بتلذذ مفرط داخل الشرنقة الخلابة، و بين ثنايا ثقافتها "العالمة" تخفي عجزها و اتكالها. تماما مثلما يتلذذ الداعية، الفقيه المفتي، بنصوص العتاقة و فصاحتها ليخفي عجزه وخوفه من فتح باب الاجتهاد. ثم ينظم المثقف و الداعية معا إلى خانة "العقل المستقيل" و يفتحان المحيط العام على المجهول السياسي في مسرحية التنابز بالألقاب.

فالعقل - يا معشر اللاعقلاء - يقودنا للتنبيه على أن فشل الاحزاب في عقد مؤتمرات إستثنائية لترميم أوضاعها الداخلية المترهلة و استعادة الثقة المؤسساتية و المصداقية الشعبية و الأهلية القانونية، هذا الفشل تحول إلى سبيل "التنفير السياسي" للشباب من أمل التغيير من داخل الإستمرارية ( الطريق الثالث). فسلوكات النخب الحزبية العبثية العابثة - بطرفي صراعها - هي دليل ملموس على أن ثقافة التأويل السياسي الخرافي لازالت راقدة في الماضي، و لا يمكن أن تساير و تواكب تطلعات و انتظارات المستقبل . فمتى يدرك السي الهرطوقي أن الكتلة الثقافية الناشئة للشباب تؤسس لتعاقد الحاضر مع المستقبل؟!.".