الأربعاء 24 إبريل 2024
فن وثقافة

عرض سينما الأطلس بمكناس في المزاد العلني وصمة عار على جبين العمدة بوانو

عرض سينما الأطلس بمكناس في المزاد العلني وصمة عار على جبين العمدة بوانو آه يا زمان المعالم الثقافية والفنية في عهد البيجيدي تعرض في المزاد العلني (سينما الأطلس والعمدة بوانو)

سينما أبولو.. سينما الريجان.. سينما مونديال.. سينما الأطلس.. سينما أمبير.. سينما الملكي.. كلها قاعات سينمائية أضحت في خبر كان، علما أنها شكلت جزءا هاما من الذاكرة الثقافية والتاريخية لمدينة مكناس، وساهمت في إثراء الثقافة السينمائية لأجيال عديدة.

 

القاعات السينمائية بمكناس تحولت الآن إلى أطلال، بل إن منها من انتهى مصيرها إلى الهدم وتحولت إلى عمارات سكنية، بدل أن تحول إلى مركز ثقافي أو متحف يحفظ الذاكرة، كما هو بالنسبة لسينما الريجان وسينما أمبير.

 

نفس السيناريو الحالك الذي يطارد القاعات السينمائية بمدينة مكناس سيتكرر، فها هي الآن قاعة سينما الأطلس، التي تعد من بين أعرق القاعات السينمائية بالعاصمة الإسماعيلية، معروضة للبيع القضائي الجبري لاستيفاء ديون على كاهل الشركة السينمائية للشمال لفائدة البنك الشعبي، ويرتقب أن يجري البيع القضائي الجبري ضد هذا المرفق الثقافي التاريخي بتاريخ 22 أبريل 2021 على الساعة 11 صباحا بالمحكمة التجارية بمكناس، علما أن قاعة سينما الأطلس ظلت مغلقة لسنوات طويلة وغير مستغلة وبها طابق أول سكني به حق الهواء لفائدة الرسم العقاري 8648/ك.

 

ودون شك فإن المس بهذه المعلمة الثقافية التاريخية هو مس بالذاكرة الجماعية لساكنة مدينة مكناس والمدن المجاورة، الأمر الذي يفرض تحركا استعجاليا من طرف رؤساء المجالس المنتخبة بعمالة مكناس، وعلى رأسها جماعة مكناس، تفعيلا لاختصاصاتها المشتركة مع الدولة والتي تتضمن إحداث المركبات الثقافية والمسارح، والمتاحف والمعاهد الفنية والموسيقية، كما تتطلب هذه المحنة تدخل كل الغيورين على مدينة مكناس لإنقاذ هذه المعلمة التاريخية أو تحويلها إلى مسرح أو قاعة عروض، إذ من المؤكد أن بيعها في المزاد العلني سيجعلها تسقط لقمة سائغة في أيدي مافيا العقار، مما يعني تحولها إلى مجرد قيسارية، علما أن هناك شخصيات مكناسية ضمن المجلس الإداري لمؤسسة البنك الشعبي الذي تحول مقره إلى عاصمة الجهة، والذي يمكنه إعادة جدولة الدين بحثا عن تسوية تحفظ ذاكرة المدينة، كما يتطلب الأمر تحركا عاجلا لوزارة الثقافة باعتبارها المعني المباشر بالحفاظ على المعالم الثقافية والتاريخية، وضمنها القاعات السينمائية التي أضحت مدرجة في خانة الانقراض.

 

وقد عرفت سينما الأطلس على مر الأجيال الماضية بتخصصها في عرض الأفلام الهندية، حيث مازالت ذاكرة المكناسيين تتذكر الأيام الجميلة التي قضوها بين جدران هذه القاعة السينمائية، الكائنة بشارع روامزين وسط المدينة القديمة لمكناس سنوات الخميسنيات والستينيات وصولإ إلى الثمانينيات، ومازالت تحفظ جيدا عناوين الأفلام التي عرضت آنذاك مثل أفلام "Andhaa kaanoon "،"YAARANA "  وأسماء نجوم السينما الهندية التي ألفوها آنذاك وعلى رأسها "أميطا بشون" و"شاروخان" و"أنيل كبور" و"سوني ديول" وغيرهم ، دون أن ننسى أفلام "الأكشن" والإثارة التي تخصصت فيها كذلك، وخصوصا أفلام "رامبو"، مما جعلها القاعة السينمائية الأكثر شعبية بمدينة مكناس، لدرجة أن الإعلامي الراحل علي حسن صاحب برنامج "سينما الخميس" سبق له أن أشاد باحترافية سينما الأطلس بمكناس من خلال برنامجه الشهير "سينما الخميس"، ذلك أنها كانت معروفة بكونها السباقة إلى عرض أحدث أفلام السينما الهندية بالمغرب.