الثلاثاء 23 إبريل 2024
فن وثقافة

جمعية تدين ما تتعرض له مواقع أثرية بطنجة من تدمير وتجريف

جمعية تدين ما تتعرض له مواقع أثرية بطنجة من تدمير وتجريف جمعية تداول للتربية والتراث والبيئة تترافع ضد تجريف المآثر والمواقع التاريخية

تتعرض بعض المواقع الأثرية والأيكولوجية والمباني التاريخية لمدينة طنجة وضواحيها لعمليات تدمير وتجريف وتشويه وإقبار ممنهجة في صمت غريب ومريب من طرف الجهات المسؤولة والوصية على حماية وصيانة هذا الموروث المادي واللامادي، وهذا التراث المحلي الوطني والعالمي. ندكر منها أسوار المدينة، وأنفاقها وسراديبها، المقبرة التي تعود للعهد البرونزي بمنطقة اكزناية، تل الدفن بمزورة (الكرومليك)، بحسب ما جاء في بيان لجمعية تداول للتربية والتراث والبيئة، توصلت "أنفاس بريس" بنسخة منه.

 

وأضاف البيان بأن "هذه الاعتداءات توجت بانطلاق أشغال تدمير الطريق الروماني، (سيدي المصمودي) يوم 14 مارس 2021، وهو طريق تاريخي معبد بالحجارة، يرجع إلى الحقبة الرومانية، بناه الرومان بتقنية قديمة مميزة. وتحظى مثيلاتها بأوروبا وغيرها بعناية كبيرة، وتعتبرها منظمة اليونيسكو تراثا عالميا محميا ومرتبا. إلا أن الطريق الروماني بطنجة، الذي خضع لإعادة الإصلاح سنة 1864، بعد بناء منار كاب سبارتيل، سيظل مهملا وسيتعرض في بعض منعرجاته لانجراف التربة، رغم الوعود بترميمه وتثمينه ورغم مطالب بعض الجمعيات برد الاعتبار لهذا التراث العالمي وترتيبه وحمايته".

 

ولهذا الطريق الروماني، يقول بيان الجمعية، أهميته التاريخية والتراثية والطبيعية والبيئية والجمالية على المستويات المحلية والجهوية والدولية كإرث حضاري مشترك بين بلدان البحر الأبيض المتوسط. فتواجد هذه المسالك التاريخية بطنجة على امتداد الضفة الجنوبية لمضيق جبل طارق يكتسي أهمية استراتيجية بالغة من الواجب المحافظة عليها والعناية بها، بل استثمارها في مشاريع سياحية إيكولوجية مندمجة تعود بالنفع على الساكنة والمدينة والبلاد. خصوصا أن المندوبية السامية للمياه والغابات صنفت منطقة الجبل الكبير الذي تعبره شبكة الطرق الرومانية ضمن المناطق ذات الأهمية البيولوجية، اعتبارا لخصوصياتها الجيومرفلوجية والطبيعية والمناخية، ونظرا لمميزاتها المرتبطة بالتربة والتنوع البيولوجي النباتي والحيواني الغني في هذه المنطقة الرطبة الفريدة بموقعها الجغرافي والتي تعتبر كذلك ضمن الممرات العالمية للطيور المهاجرة.

 

وأخذا بهذه الاعتبارات، فإن جمعية تداول للتربية والتراث والبيئة، وفق أهدافها التربوية والتراثية والبيئية، إذ تدين بشدة ما يتعرض له الإرث الأركيولوجي والتاريخي العالمي  من اعتداءات وتشوهات، تحمل السلطات والمؤسسات ذات الاختصاص محليا ووطنيا كامل مسؤولياتها في الحفاظ على هذا التراث التاريخي وصيانته وترميمه وفق المعايير الدولية والعمل على ترتيبه، وحماية البيئة وحقوق الساكنة في المنتزهات الرفيعة التي كانت مصدر متعة واعتزاز لسكان طنجة عبر  قرون والتي وفرتها المسالك الرومانية.

 

كما تهيب بجمعيات المجتمع المدني الجادة والغيورة أن تلعب دورها وتتحمل مسؤولياتها  وتقوم بواجبها كاملا في التوجيه والتأطير والترافع من أجل الحفاظ على إرث ورثناه وعلينا حمايته وتركه إرثا للأجيال اللاحقة.