الثلاثاء 23 إبريل 2024
سياسة

فاطمة بلمودن: ضرورة اجتثاث "التمكين"...

فاطمة بلمودن: ضرورة اجتثاث "التمكين"... فاطمة بلمودن

ترصد القيادية الاتحادية فاطمة بلمودن، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، من خلال هذه الفقرات، مفهوم "التمكين" واستعمالاته عند أقطاب وزعماء التنظيمات الإخوانية، وكذا الأساليب الاحتيالية الهادفة إلى الاستيلاء على مفاصل الدول باحتلال مواقع في مجالات السلطة والمال..

وتعميما للفائدة "أنفاس بريس" تنشر مقال فاطمة بلمودن عن "التمكين" وما يتضمنه من حيل:

 

"التمكين" مفهوم يتبناه التنظيم الإخواني كأحد بنود استراتيجيته السياسية الهادفة إلى الاستيلاء الممنهج على مفاصل الدول باحتلال مواقع أساسية في مجالات السلطة والمال..

وتعتبر تركيا الحاضنة الأساسية لهذا المنهج في العالم العربي الإسلامي، تتغذى منه كل التيارات الإسلاموية التي تقدم نفسها كحاملة للدعوة إلى الله، وأنها ضحية من ضحايا الأنظمة القائمة في بلدانها...

 

والهدف البعيد للتمكين هو الوصول إلى الحكم كركن من أركان العقيدة الإخوانية، يعتمد الدعوة والإرشاد، يتكفل به جناح دعوي يعتمد منهجية تنطلق من الفرد المسلم إلى الأسرة، إلى المجتمع، إلى الدولة وصولا إلى الخلافة الإسلامية...

 

هذا الأسلوب في نهب السلطة والدولة عانت منه العديد من الدول الإسلامية قبل وبعد ما سمي بـ "الربيع العربي":

فالسودان مثلا عاشت هذه التجربة كواقع للتدبير.. وبعد الانقلاب على ذاك الواقع المتسلط، فهي تجتهد اليوم في تفكيك تلك المؤسسة الإخوانية لنهب الدولة وتمويل الإرهاب، عن طريق لجنة تسمى "لجنة تفكيك التمكين" واقتلاع آلياته المهيمنة على مفاصل المجتمع والدولة بأساليب احتيالية (شركات واستثمارات وهمية، جمعيات خيرية، ومواقع هامة في جسم الدولة تتمتع بامتيازات ريعية) تستعمل كآليات للاستيلاء على السلطة المطلقة...

 

وفي مصر، بعد ثورة الربيع العربي المزعومة واختطافها من طرف التنظيم الإخواني، احتل الإخوان 13 ألف منصب داخل هياكل الدولة الأساسية خلال 7 أشهر فقط.. كوسيلة لتحريك قاطرة "التمكين السريع" وضمان استثبات السلطة.. قبل أن ينقلب الوضع العام على خطة التمكين الإخواني...

 

أما في دول المغرب الكبير، فما زالت التيارات الإخوانية تناور من أجل تمكين ذاتها مستعملة كل أساليبها الاحتيالية المتعددة، وعلى رأسها تبني خطاب الديمقراطية وحقوق الإنسان في الظاهر.. وممارسة نهب معنوي ومادي للمجتمع والدولة ينفلت من الرقابة القانونية، وتؤطره إيديولوجيا دينية تظهر عكس ما تبطن...

 

خلاصة القول، هي أن "التمكين" إبداع إخواني يحلل الفساد والإفساد عبر أنظمة إدارية واقتصادية تتمتع بامتيازات ريعية تحت غطاء جمعيات خيرية واحتلال مواقع إدارية هامة في هيكل الدولة.. والهدف هو الاستلاء على السلطة والتحكم في مفاصل المجتمع لصالح حلم دولة "الخلافة الرشيدة"!!