الخميس 25 إبريل 2024
رياضة

المدرعي : فضيحة "الكراطة" تتكرر بستاد "دونور" بالبيضاء..إليكم الأسباب الحقيقة

المدرعي : فضيحة "الكراطة" تتكرر بستاد "دونور" بالبيضاء..إليكم الأسباب الحقيقة علي المدرعي، ومشهد من فضيحة الملعب الشرفي بالدار البيضاء

في اتصال لجريدة "أنفاس بريس" ببعض المهندسين المغاربة المتخصصين في المهندسة المدنية، للاستفسار عن الأسباب التي أدت إلى فضيحة ملعب الدار البيضاء خلال مقابلة الرجاء مع الفريق السنغالي أمس الثلاثاء 5 يناير 2021 ، أكدوا أن السبب فيما جرى قد يرتبط يا إما "ببداية انطلاق أشغال ورش بناء الملاعب، و لم يتم تطبيق و احترام مضامين دفاتر التحملات سواء بملعب الرباط أو بالدار البيضاء، أو بسب " ناتج عن إتلاف نظام تصريف المياه بسبب الغش في الأشغال الأصلية عند إنجازها، أو بسب غياب الصيانة سواء بالنسبة لملعب الرباط أو الدار البيضاء". نفس الأطر المتخصصة في الهندسة المدنية أفادت الجريدة بأنه "من الضروري إجراء بحث وتدقيق تقني وتحديد المسؤوليات ولا يجب السكوت عن هذه الفضيحة".

في سياق متصل تفاعل الفاعل المدني الدكتور علي المدرعي مع حدث الفضيحة التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي وأمد الجريدة بورقة في الفضيحة نتقاسمها مع القراء"

المدرعي : فضيحة "الكراطة" تتكرر بالملعب الشرفي بالدار البيضاء

"مباشرة بعد نهاية مقابلة الرجاء البيضاوي والفريق السنغالي صرح المسؤول مدير التنشيط والتظاهرات بأن "كثرة استعمال الملعب" هي السبب الفضيحة، والحال أنه كان من المفروض في الشركة التي قامت بأشغال الإصلاحات بقيمة 23 مليار هي التي تقدم جوابا عن الفضيحة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، علما أن الإصلاح تسبب في إغلاق الملعب لعدة شهور، وضيع على خزينة نادي الوداد والرجاء مئات الملايين، وأدخل الناديين في أزمة خانقة انضافت عليها أزمة كورونا التي فرضت عليهما اللعب بدون جمهور.

السؤال الذي يفرض نفسه أمام الرأي العام، هو سرعة تصريح ذات المسؤول مباشرة بعد نهاية المباراة، لماذا لم يتخذ مسافة زمنية لتقييم الوضع، واستشارة الجهات المعنية، أو فتح تحقيق جدي في الفضيحة، ولماذا ناب عن مدير الشركة المعنية بدفتر تحملات الإصلاح، بتصريحه المغلف بعدة تساؤلات حارقة ؟

في هذا السياق نساءل المدير المسؤول عن التنشيط والتظاهرات، هل راسلتم فريقي الوداد والرجاء بمشكل كثرة الاستعمال وتنبيههم بخطورة وضعية أرضية الملعب؟ وهل هذه الملاعب التي صرفت عليها الملايير من دافعي الضرائب شيدت من أجل مباريات كرة القدم أم من أجل أخذ صور تذكارية؟

وحتى لا نطيل الكلام، فالملاعب الأوروبية تقام فيها ثلاثة أو أربع مباريات في الأسبوع، وهناك ملاعب تحتضن مباريات فرق متعددة، ففي لندن مثلا هناك عشرات الفرق الكروية تتناوب على ملاعب رياضية، وهناك أربع فرق تستعمل نفس الملعب خلال الأسبوع الواحد، علما أن معدل التساقطات المطرية هناك يمثل أضعاف معدلات التساقطات المطرية في المغرب، والنموذج من (انجلترا، ألمانيا، فرنسا، إسبانيا..) لذلك أقول لمدير التنشيط والتظاهرات بأن الدفع والترافع بمشكل كثرة الاستعمال هو عذر أكبر من الزلة، بقرينة أن التساقطات المطرية الأخيرة التي أغرقت ملعب الدار البيضاء لم تتجاوز 35 مم خلال خمس ساعات بالتمام والكمال؟

كيف تغافل هذا المسؤول بأن المملكة المغرب قد قدمت سابقا ملفات لتنظيم كأس العالم، وصرفت الملايير من أجل هذه الملفات ومن أجل البنية التحية الرياضية، التي اعتبرها قيمة إضافية لسمعة الوطن الديبلوماسية و التنافسية في المحافل الدولية وتؤشر على سمعة بنيته الرياضية الاستقبالية.؟

من العار والمخزي أن يتم السكوت عن هذه الفضيحة المدوية، والتي أسقطت ورقة الثوث، يجب فتح تحقيق، ومحاسبة كل المعنيين والمسؤولين عن هذه الفضيحة سواء بالشركة المسؤولة عن إنجاز الإصلاحات، أو بإدارة التنشيط والتظاهرات...التي يجب على مديرها أن يقدم استقالته ومحاسبته على هذه الشوهة، لأن السمعة الرياضية المغربية أصبحت في الميزان ، أكثر من لحظة مقابلة كروية عابرة تحتكم لغالب ومغلوب، فيها النصر والهزيمة أو التعادل، وهناك مباريات أخرى قادمة ...الأهم هو أخذ العبرة وربط المسؤولية بالمحاسبة حتى لا تخدش صورة المغرب وسمعته الرياضية.

اعتقد أن هؤلاء المسؤولين اعتبروا أن الجفاف سيظل ظاهرة ملتصقة بالمغرب، ولم يعطوا أهمية لتقلبات الطقس، وإمكانية تهاطل أمطار بمعدلات قوية، ولم يستحضروا في تشييد الملاعب تجهيزات تليق بحجم التنبؤات الجوية، أو على الأقل اعتماد أقوى معدلات التساقطات المطرية بالدار البيضاء، وعلى أساسها تقام الدراسات ويتم بناء الملعب بمواصفات تقنية تسمح بتسرب المياه عبر منشآت قنوات تصريفها بسلاسة.

وأهمس في أذن المسؤول عن التنشيط والتظاهرات بأن في المغرب يوجد "ملعب أنجز خلال التسعينيات من القرن الماضي مازال يقاوم الزمن، و يتوفر على نظام تصريف المياه يشتغل إلى اليوم بدون أعطاب، وهو ملعب مدينة خريبكة الذي يتوفر على أحسن أنظمة تصريف المياه رغم ارتفاع معدل التساقطات المطرية بالمنقطة"

ذاكرة الجماهير الرياضية مازالت حية وتستحضر مدى الاستهتار و السكوت على فضيحة الكراطة في عهد الوزير الأسبق، والتي مرت مرور الكرام ودون محاسبة، بعد أن التهم الملعب 23 مليار خصصت لإصلاحات داخل الملعب، وبعد الإنتهاء من هذا الورش تم إغلاق اللعب مرة أخرى من أجل إصلاح السياج الخارجي، في الوقت الذي كان من الممكن فتح ورشين متزامنين داخليا وخارجيا حتى لا نضيع الفرجة على الجماهير المغربية، ولا نؤزم فريقي الرجاء والوداد بحكم أنهما قاطرة رياضة كرة القدم الوطنية، ونضيع عليهما مداخيل مالية تقدر بمئات الملايين..

هذه السلوكات تم السكوت عليها في تحد واستهزاء كبيرين للجماهير الرياضية وعشاق كرة القدم، وانضافت إليها أوراش أخرى بمدينة الدار البيضاء تعطلت أشغالها لعدة سنوات وشهور ولم تحترم التعاقدات و كنانيش التحملات، دون محاسبة ولا مساءلة".