سنة جديدة وأخرى ودعناها بتراكمات وأحداث أثقلت كاهلنا وعلمتنا دروسا وعبرا.. سنة لم نتخيل أنها ستكون قاسية بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. سنة عشنا فيها الرعب والخوف والفقر وقلة الموارد والركود الاقتصادي... سنة "كورونا" بامتياز.
فيروس تاجي "كورونا/ كوفيد 19". انقطعت الحياة، العزلة، مدن أقفلت، دول أغلقت الحدود، طيران متوقف، الفيروس الصيني، نظرية المؤامرة، حرب بيولوجيا، اتهامات، منظمة الصحة العالمية، البحث عن العلاج، طرق جديدة في التعامل مع المرضى، وباء، فيروس لعين، قاتل، الكمامة والوقاية، غسل الأيدي، التعقيم، التباعد الاجتماعي، مسافة الأمان، تسجيل أول حالة إصابة، إقفال مدينة وهان، عزلة وكآبة، قارة عجوز ونسبة صاروخية في عدد الإصابات والوفيات، العالم في فوضى... الحجر الصحي، حالة الطوارئ، قرارات مشتركة بين وزارات المغرب، قرارات الساعة الأخيرة "الدقيقة 90"، عيد الأضحى في زمن كوفيد، التخفيف وبعده العودة إلى الإقفال التام لمدن المغرب، بؤر عائلية، لالة ميمونة، النشرة اليومية للحالة الوبائية، محمد اليوبي، بؤر صناعية، تدهور منظومة الصحة، مستشفى مولاي يوسف، إصابات الأطقم الطبية، التراخي وعدم المبالاة... التعليم عن بعد، إعفاء بعض المستويات من الامتحانات الإشهادية، "باراجات" مدينة الدار البيضاء، الاعتقالات وتقديم المخالفين، 300 درهم...
على المستوى العالمي: مقتل جورج فلويد، الاحتجاجات في أمريكا وحركة (حياة السود مهمة Black Lives Matter)، حريق مرفأ بيروت الذي حطم العالم بقسوة المشهد، واللبنانيين بالتشرد والفقر والأزمة الاقتصادية التي يعيشونها أصلا، التعليقات العفوية والغير دبلوماسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السباق الرئاسي وفوز جو بايدن، اغتيال قاسم سليماني واتهام القوى الغربية، حرائق استراليا المدمرة والقاتلة، إصابة مشاهير وزعماء العالم، اللقاح، التجارب السريرية...
سنة لن تنسى ستبقى موشومة في الذاكرة، وباء بنكهة العولمة، وصلنا إلى أرقى مستويات العيش، التكنولوجيا التي خدمت الإنسان في أدق تفاصيل حياته لكن الكل وقع له PAUSE بشكل مباغت وغير متوقع، عاشت البشرية أزمات وحاولنا على مر التاريخ التأقلم، لكن هذه الأزمة تبقى خاصة ويمكن القول أنها عنوان السنة من البداية حتى النهاية. 2020 عام الأحزان، هناك من أصيب بالفيروس وشفي وهناك من أصيب ونقل الفيروس بدون قصد إلى المحيط والعائلة وأصبح يعيش في دوامة عميقة عنوانها أنه السبب في إصابة الآخرين، هناك من هزمه الفيروس وودعنا إلى دار البقاء.
إعلم أنك أصبت بشتى الطرق إما إصابة مباشرة أو غير مباشرة، هنا أقصد فقدان الأحبة والأصدقاء والعائلة والمقربين، فهذا في حد ذاته إصابة أخطر وأفتك تصيب النفس بالدمار والحزن و الكآبة.
دعاؤنا لكل شخص فقدناه في هذه السنة، دعاؤنا لكل شخص مريض بالشفاء، دعاؤنا مع البشرية لتجاوز هذه المحنة....