من المؤسف أن حصيلة عمل البرلمانيين عن إقليم شفشاون خلال مدة انتدابهم تكشف عن واقع سياسي يطبعه التراخي، غياب الرؤية، وتغليب المصالح الشخصية على هموم الساكنة. فبدل أن يكون البرلمان منبراً للدفاع عن قضايا الإقليم، تحول إلى ساحة للصراعات الهامشية والمزايدات الفارغة.
اقتسام المقاعد بين أربعة أحزاب كبرى لم ينعكس إيجاباً على واقع الإقليم. فبدلاً من أن يشكل هذا التنوع الحزبي قوة اقتراحية وتنافساً إيجابياً لخدمة المواطنين، أصبح مجرد توزيع للغنائم السياسية، حيث انشغل كل طرف بتأمين موقعه داخل المشهد الحزبي، دون أن يترجم ذلك إلى مبادرات تشريعية أو رقابية ملموسة تعود بالنفع على الإقليم.
الأداء البرلماني: صراعات شخصية وغياب الفعالية حيث ما شهدته قبة البرلمان واجتماعات الإقليم من تلاسن وصراعات بين ممثلي الأحزاب، خصوصاً بين برلماني الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي والأحرار، يكشف عن مستوى متدنٍ من النقاش السياسي. هذه السلوكيات لا تعكس سوى عجز عن تدبير الاختلاف بشكل حضاري، وتفضيل الحسابات الضيقة على المصلحة العامة. أما محاولات التقرب من السلطات المحلية، فهي دليل آخر على أن بعض البرلمانيين يعتبرون الانتداب وسيلة للتموقع الشخصي وليس لخدمة المواطن.
أما على مستوى العمل الرقابي، فالإحصائيات الوطنية تشير إلى تفاوت كبير في طرح الأسئلة الشفهية والكتابية، مع تركيز على قطاعات معينة وإهمال أخرى، ما يطرح علامات استفهام حول مدى جدية البرلمانيين في مساءلة الحكومة حول قضايا الإقليم.
رغم عقد المجلس الجماعي لدوراته ومناقشة بعض القضايا، إلا أن ذلك ظل في الغالب مجرد إجراءات شكلية لا تلامس جوهر مشاكل الإقليم. أما الحديث عن شفشاون كـ"مدينة بيئية"، فهو شعار جميل يخفي وراءه واقعاً بيئياً وتنموياً هشاً، إذ لم تُترجم هذه المبادرات إلى مشاريع كبرى تخلق فرص الشغل أو تحسن البنية التحتية بشكل ملموس.
إن ما يميز تجربة برلمانيي إقليم شفشاون هو غياب الفعالية، وتغليب الحسابات الشخصية على المصلحة العامة. فبدلاً من أن يكونوا صوت الساكنة، تحولوا إلى جزء من مشهد سياسي يكرس العبث والجمود. المطلوب اليوم هو مساءلة حقيقية لهؤلاء البرلمانيين حول حصيلتهم، وربط المسؤولية بالمحاسبة، حتى لا يبقى البرلمان مجرد محطة عبور نحو الامتيازات والمصالح الضيقة.
إقليم شفشاون يستحق تمثيلية برلمانية حقيقية، قادرة على الدفاع عن قضاياه الجوهرية، لا برلمانيين يكتفون بالصراعات الهامشية والشعارات الجوفاء. حان الوقت لتغيير هذا الواقع، وإعادة الاعتبار للعمل البرلماني الجاد والمسؤول.
إقليم شفشاون يستحق تمثيلية برلمانية حقيقية، قادرة على الدفاع عن قضاياه الجوهرية، لا برلمانيين يكتفون بالصراعات الهامشية والشعارات الجوفاء. حان الوقت لتغيير هذا الواقع، وإعادة الاعتبار للعمل البرلماني الجاد والمسؤول.