توصلت جريدة "أنفاس بريس" بمقال للناقد الرياضي محمد الماغودي، يرد على ما كتبه المعلق الجزائري بقنوات "بين سبور" حفيظ الدراجي؛ حول مستجدات قضية الصحراء المغربية.
فيما يلي نص الرد:
نحن نعرف قضيتنا الأولى، ونناضل من أجلها.
للأسف من خلال تفاعلك، تأكد أنك تتجاهل قضاياك وتراتبيتها، وكشفت للقاصي قبل الداني أنك رضعت الكثير من حليب الجنرالات لمدة طويلة، رغم ما تحاول، وبشكل يائس، تصنعه وإظهاره من "فحولة"نضالية.
وما دام الدين النصيحة، فلا بأس من أن أنبهك إلى القضايا الحقيقية والثابتة، وتراتبيتها.
-قضيتك الأولى هي تحرير الجزائر من جبروت الجنرالات الذين يتحكمون حتى في توقيت "الوفاة"، ولو بفيديوهات مفبركة.
-قضيتك الثانية هي النضال من أجل توزيع عادل لخيرات وثروة الجزائر التي يتنعم بها الجنرالات مع عوائلهم، ومن يدور في فلكهم، ويتمتعون بها في العلب الليلية للعواصم الأوربية، بينما الشعب الجزائري الأبي يعيش التجويع والتفقير.
-قضيتك الثالثة هي إرساء الديمقراطية، لاستئصال الديكتاتورية التي عمرت طويلا.
-قضيتك الرابعة هي إرساء ثقافة حقوق الإنسان، كحال جاركم المغرب؛ الذي أرسى بشجاعة وإيمان كبيرين، دعائم تجربة هيئة الإنصاف والمصالح الرائدة والتاريخية، وضرب من خلالها أروع الأمثلة على الصعيد العالمي، في جبر الضرر وتوطيد الحق في المساواة، وترسيخ دولة المواطنة وحقوق الإنسان بمؤسسات حقيقية وذات مصداقية.
-قضيتك الخامسة هي استثمار خيرات الجزائر العظيمة في تقوية بنيتها التحتية، كحال جاركم المغرب بطرقه السيارة، وقطار البراق، والمطارات، والملاعب الرياضية، والفنادق ...
-قضيتك السادسة هي النضال من أجل تحويل صرف جزء من خيرات الجزائر على فقراء الدول الإفريقية الشقيقة، بدل البذخ على حفنة من المرتزقة التي تعيش حياة الترف والمرح، مقابل الحاجة والخصاصة بقلب العاصمة الجزائر.
إن أسوأ تطبيع هو مع دولة بساديتها خلفت مليون ونصف شهيد، ومنهم أجدادي يا حفيظ.
نحن بالمغرب منا من قال نعم لإحياء العلاقة مع إسرائيل، ومنا من رفضها جهرا، ومنا من يترقب الوضع حتى تنضج الفكرة، وما يجمع هذه التيارات الثلاث هو الإيمان الحقيقي بالقضية الفلسطينية وعدالتها، إلى حين النصر العظيم.
بالقضية الفلسطينية لا يعني إطلاقا إيماننا بقيادتها، وإنما بعدالتها، ولهذا لا تهمنا خرجات بعض أشباه القياديين قطعا، وهذا هو الاستثناء المغربي.
نفرط في حبة رمل من صحرائنا، ولن نتاجر في حبة زيتون من أراضينا المحتلة بفلسطين الحبيبة، ولن نضيع أي فرصة لمحاصرة جنرالاتكم، ولن نزايد بفحولة مزيفة.
للإشارة أسي حفيظ، حبي للجزائر قوي، واحترامي للأشقاء الجزائريين أقوى، وأترحم يوميا على شهداء المغرب بالجزائر من أجل استقلال وكرامة الجار.
ذاكرتك مثقوبة، لأنك نسيت اعترافات وشهادات شوارع الجزائر المطهرة بدم شهدائنا، على عزة وأنفة المغاربة بعدما واجهوا استعمارا غاشما من أجل جار حبيب.
أنتظر في المقبل من الأيام، مزيدا من الردود الضرورية المستندة على معطيات وحقائق دامغة.