الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

حسب توقيت كورونا.. كيف أصبح "بيضاوة" مهاجرين "سرّيين" إلى الرباط يحملون أخطر الأوبئة!!

حسب توقيت كورونا.. كيف أصبح "بيضاوة" مهاجرين "سرّيين" إلى الرباط يحملون أخطر الأوبئة!! الزمن الذي تقطعه من العاصمة الاقتصادية صوب العاصمة الإدارية أصبح يقاس بتوقيت كورونا
لا يعاني المغاربة من وباء كورونا أكثر من معاناتهم من الشطط في تطبيق التدابير الوقائية الاحترازية، واستغلالها لترهيب المواطنين. أسوء ما يعيشه الإنسان هو أن تسجنه في قفص وتقصّ ريشه، ثم تطلب منه أن يغرّد مثل "صطيلة"!!
يمكن تخيّل كل السيناريوهات إلّا أن يصبح المرور من الدارالبيضاء إلى الرباط أشبه بالسفر إلى الجحيم، كأنك تقطع 100 كلم على الجمر. الزمن الذي تقطعه من العاصمة الاقتصادية صوب العاصمة الإدارية أصبح يقاس بتوقيت كورونا وليس توقيت "غرينيتش". زمن كورونا هلامي.. متمطط.. يعوي كذئب جائع متعطش إلى الدّماء، لذا اختلّت كل المعايير الطبيعية، قبل السّفر إلى الرباط عليك أن تكون "مناورا" جيدا، و"محتالا"، وتتقن فنّ المراوغة" لتعبر "السّدود" الأمنية التي تواجهها وأنت تدخل تراب العاصمة الإدارية.. حوالي أربعة معابر أمنية تعصرك عصرا، وتحقّق معك حول هويّة سيارتك، وهويّتك، وتصريح "الباشا"، ودوافع زيارتك "الميمونة" إلى الرباط، وتحقّق أيضا في نواياك "المضمرة"، وتشكّك في هويّة سيارتك، وهويّتك، وتصريح "الباشا"، ودوافع زيارتك "الميمونة" إلى الرباط، وتقرأ ما بداخل صدرك قراءة "مُغرضة". وإذا أدليت بشهادة السكنى من الدارالبيضاء، فتوقّع ما هو أسوء من الأسئلة.
لا أدري لماذا تصوّرت نفسي وأنا في زيارة روتينية لطبيب قلب في الرباط وكأنّي "لاجئ" أو "مهاجر سرّي"؟ 
لا أدري لماذا داهمتني صورة المدينتين الفلسطينيتين المحتلّتين "غزّة" و"أريحا"؟
لا أدري لماذا تذكّرت معبر "رفح" وأنا أسلّم ضابط الأمن وثيقة "موعد زيارة" الطبيب، بينما ينظر إليّ بعينين "وقحتين".. وقبل أن يفحص وثيقة الطبيب وموعد العملية الجراحية، سألني من دون أن ينظر إلى الورقة عن تصريح "المقيم العام".. عفوا أريد أن أقول "الباشا!!" 
ولأني مواطن استفاد من دروس كورونا، أصبحت أتوقّع أسوء السيناريوهات التي يمكن أن تصادفني في الطريق إلى معبر "رفح"، وأضع في الحسبان أنّي سأواجه "الغيلان" و"الفراعنة" و"العمالقة".
حصلت على ختم "الباشا"، ومع ذلك لم يقتنع ضابط الأمن، وسألني سؤالا "استخباراتيا":
 - واش هاذ كازا تقاضاو فيها الأطباء باش تجي حتى للرباط؟
أردت أن أردّ عليه بنبرة قسوة استفزازه، لكنّي بلعت ريقي وكظمت غيظي، وألف صورة عبرت رأسي في تلك الثانية، ألف شريط سينمائي شخص أمام عيني.. تذكّرت "براد بيت" في فيلم "نهاية العالم"، و"توم كروز" في فيلم غزو الكائنات الفضائية للأرض.. وأفلام رعب كثيرة. فقرّرت في النهاية أن أجيبه ببرود:
 - عندنا موعد عملية جراحية
فكّر برهة وخاطبني:
- واش نتا المريض؟
أجبت بسرعة:
 - لا.. السيدة التي تجلس في المقعد الخلفي
مطّ شفتيه وهو يصوّب تلك النظرات "الوقحة" إلى المريضة بالمقعد الخلفي للسيارة، قبل أن يطلب مني من جديد "البطاقة الرمادية" للسيارة و"البيرمي ".
في رحلة العودة من الرباط إلى الدارالبيضاء كانت الطريق أكثر أمنا، بلا معابر، وحواجز... ألقيت نظرة في الاتجاه المعاكس.. طابور طويل من السيارات في انتظار دخول "جهنّم"!!