الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

المصطفى الفارح: عضوية المغرب في الاتحاد الأوروبي مسألة وقت

المصطفى الفارح: عضوية المغرب في الاتحاد الأوروبي مسألة وقت المصطفى الفارح

في تصريح ذا أهمية كبيرة لرئيس المفوضية الأوروبية في الظرفية الأمنية الإقليمية والدولية وكذلك الظرفية الاقتصادية العالمية عبر فيه عن كون سلوك وممارسات الدولة التركية في شرق المتوسط واتجاه أوروبا يعتبر غير موفق بالنسبة لبلد يريد أن يكون عضوا في الاتحاد الأوروبي .

هذا التصريح له دلالاته من حيث حاجة أوروبا لتوسيع قاعدة أعضاءها واستعدادها لاحتضان الدول التي تتوفر على عناصر ومقومات اقتصادية وثقافية وبشرية من شانها أن تشكل قيمة مضافة وتساهم في تقدم وتطور أوروبا وجعلها تسترجع قوتها ومكانتها في صدارة الدول والتجمعات التي تحدد مصير ومستقبل البشرية . بدون شك تتوفر تركيا على كثير من هذه المقومات ، لكنها لم تتخلص من عقدة الإحساس بالظلم من معاهدات دولية قلمت أظافرها وأعادتها إلى حجمها الطبيعي ، جغرافيا وسياسيا ، في بداية القرن العشرين بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى وتمكن القوى الأوروبية الجديدة وروسيا وأمريكا من فرض قوانينها على العالم ، كما إن تركيا لم توفق في التخلي عن نزعتها القومية .

التخوف الأوروبي من روح الهيمنة التركية ومن نزعتها القومية عائق قوي في وجه عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي التي ينظر إلى كونها تشكل مصدر تهديد للأمن الإقليمي والدولي وهو ما بات جليا في تدخلاتها العسكرية في السنوات الأخيرة ، في الشرق الأوسط وفي شرق المتوسط ، حيث بلغ أوجه في التدخل العسكري في ليبيا وتهديد الملاحة في البحر الأبيض المتوسط وسلامة دول المنطقة وأمن الدول المطلة عليه التي تتشارك خيراته وثرواته ، الطاقية على وجه الخصوص .

بالموازاة مع تصريح نائب رئيس المفوضية الأوروبية ، ترتفع أصوات أوروبية سياسية واقتصادية عن إمكانية لعب المغرب دورا رئيسيا في الحياة الاقتصادية الأوروبية وجعله قاعدة صناعة واستثمار تلبي الحاجيات ، خلفا للصين أو إلى جانبها لتخفيف التبعية للصين الشعبية التي باتت تؤرق بال الأوروبيين وخصوصا في ظل الضغوط الأمريكية من أجل فك الارتباط الاقتصادي مع الصين .

كلها إرهاصات تبعث الأمل في إحياء الطلب المغربي من أجل الانضمام للاتحاد الأوروبي أو ربما تحقيق رؤية واستشراف الحكيم الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله لمستقبل المغرب وأن الوقت قد حان لإدماجه في محيطه الجغرافي والسياسي الأوسع وخصوصا في ظل العولمة والنظام العالمي الجديد الآخذ في التشكل وفي التبلور .

مثل شجرة فارعة جذورها في إفريقيا وأغصانها في أوروبا ، بتعدده الثقافي وإرثه الحضاري الثقيل وبموقعه الجغرافي الاستراتيجي واستقراره السياسي وبمؤهلاته البشرية وثرواته الطبيعية والرمزية الدينية للملكية المغربية ، يتوفر المغرب على كل المقومات التي تجعل من عضويته في الاتحاد الأوربي صفقة ناجحة بالنسبة لأوروبا ومفيدة للمغرب وتحصيل حاصل لمسار طويل متميز من أجل النماء والديمقراطية ، مسار اعترضته ولا تزال كثير من العقبات الخارجية والداخلية ، يبدو أن العولمة تجعلها متجاوزة أو تفرض عليها ، على الأقل ، تعديلا في التوجهات وفي الوسائل.