الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

جمعية حقوقية: مراكش مدينة مأزومة بسبب السياسة الإقتصادية المبنية على القطاع السياحي

جمعية حقوقية:  مراكش مدينة مأزومة بسبب السياسة الإقتصادية المبنية على القطاع السياحي ساحة جامع الفنا تؤدي فاتورة حالة الطوارئ

 

 

أوضحت الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة بمراكش، أنا فئات إجتماعية عديدة تؤدي فاتورة غالية في مدينة تعيش منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية على السياحة، وكل الحرف والمهن المرتبطة بها، وأنها تعرف كسادا إقتصاديا غير مسبوق، فجل الفنادق مغلقة، وبعضها يشتغل بأقل من النصف طاقته من العمال والمستخدمين، والمطاعم شبه خالية، وأن أغلب المحلات وورشات الصناعة التقليدية المرتبطة بالقطاع مغلقة، والفنادق المفتوحة لا تحقق أي رقم للمعاملات قادر حتى على تغطية المصاريف، إضافة الى أن أصحاب العربات والسيارات الخاصة بالنقل السياحي، بدأوا عمليات البيع لعدم قدراتهم على تحمل المصاريف في غياب أي مدخول، أو يعملون على تغيير النشاط، أما وكالات الأسفار فوضعها لا يقل أزمة عن الفنادق.وبالموازاة تسجل الجمعية تنامي الإحتجاجات من طرف الفئات المتضررة المرتبطة بالقطاع، للمطالبة بفتح نقاش جدي وحوارات مع المتضررين والإنصات لإنشغالاتهم، والبحث وفق مقاربة تشاركية عن الحلول وإيجاد خطة لتدبير الأزمة ومعالجتها، وإنقاذ العاملات والعمال وكل الفئات المرتبطة بالقطاع من العطالة والفقر والتهميش. وأن إنهيار القطاع السياحي بمراكش في تنامي مستمر، ومع إعتبار مدينة مراكش مدرجة ومنصفة ضمن المنطقة 2 فإن إمكانية إنتعاش السياحة الداخلية يبقى مجرد خطاب لا أساس له واقعيا، كما أن فصل الصيف ليس الفترة التي تشكل ذروة السياحة بالمدينة.

وأوردت الجمعية الحقوقية في تقرير لها ، إلى اعتماد مدينة مراكش في إقتصادياتها على القطاع السياحي، وكل ما يرتبط به من خدمات وحرف، حيث تصنف الوجهة الأولى للسياح ببلادنا، بل أكثر من ذلك ف 50% من السياح يزورون مدينة مراكش، التي تضم 110 عدد كبير من الفنادق المصنفة من فئة خمس نجوم ،والفنادق ما فوق التصنيف، حيث تحتل المرتبة الرابعة بين المدن العالمية في هذا المجال، مما يجعلها تحظى بتنظيم عدة مؤتمرات و تظاهرات عالمية.

كما تضم المدينة بنية سياحية تعد بالمئات من الفنادق المصنفة بأربعة وثلاث نجوم ،ونجمتين ، وأيضا العشرات من دور الضيافة و الرياضات والمنتجعات السياحية من فيلات وإقامات، دون الحديث عن الفنادق غير المصنفة، وملاعب عديدة للگولف التي تمتص نسبة هامة من الفرشة المائية للمدينة مما يؤدي تعميق أزمة الماء بالمدينة. كما يتواجد بمراكش حوالي 350 من وكالات الأسفار ووكالات النقل السياحي، وتحتضن المدينة حرف ومهن مرتبطة بالسياحة بشكل وثيق كالمرشدين السياحيين وحرفيي الصناعات التقليدية، وأصحاب وعمال الكوتشي، والحلايقية وصانعي الفرجة و اصحاب المأكولات بالإضافة إلى عدة مهن مرتبطة بساحة جامع الفنا المصنفة كثراث حضاري عالمي، والتي تعيش في ظل جائحة كرونا جمودا غير مسبوق. إضافة إلى المطاعم والعلب الليلية والمسابح والنوادي الترفيهية المنتشرة في المدينة ومحيطها. وحذرت الجمعية من تداعيات الجائحة على القطاع السياحي، مؤكدة أنه سيكون في طليعة القطاعات المتضررة، ومنبهة إلى مخلفات ذلك على المستوى الإجتماعي والإقتصادي.

وبذلك تعلن الجمعية عن ما يلي :

1/ إعتبار مدينة مراكش مدينة مأزومة ليس بسبب تطور الجائحة، ولكن بسبب السياسة الإقتصاديات المبنية على القطاع السياحي الهش وغير مستقر، الذي يتاثر بسرعة بأي حدث .

2/ فتح حوار جدي وشفاف بين جميع المهنيين والسلطات الحكومية، بمشاركة الفرقاء الإجتماعيين والعمال والمستخدمين والمكونات المدنية لتطارح الإقتراحات الممكنة للتخفيف من آثار الأزمة، مع إستحضار أنها ازمة هيكلية وقد تستمر لمدة غير معلومة.

3/ تحمل الدولة مسؤوليتها لتنويع مصادر خلق الثروة ومناصب الشغل، بالإستثمار في القطاعات المنتجة.

4/ نطالب الحكومة بالتدخل الفوري لضمان مستوى معيشي لائق لكل الفئات المتضررة من القطاع ، يستجيب للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

5/ نحمل الدولة مسؤولية الزج بالآلاف من الاسر في مربع العطالة والهشاشة والفقر، ونطالبها بوضع إجراءات وتدابير إستعجالية للإنقاذها.

6/ سن سياسة إقتصادية تقطع مع إوحادية المجال، وتستحضر الثروات الطبيعية والمعدنية ( گماسة، جبل الاصفر ....) بعيدا عن أسلوب الترقيع لإنعاش الإقتصاد وتجاوز الكساد الذي تعيشه المدينة.

7/ نشدد على ضرورة تدخل صندوق الضمان الوطني لضمان الإجتماعي، وصندوق التعويض عن فقدان الشغل من أجل حماية العاملين بالقطاع السياحي وكل الفئات المرتبطة به.