الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي : رؤساء الأحزاب يبكون "بغينا نبانو في التلفزة "

محمد الشمسي : رؤساء الأحزاب يبكون "بغينا نبانو في التلفزة " محمد الشمسي
احتج رؤساء الأحزاب المغربية الممثلة بالبرلمان على رئيس الحكومة في اجتماعهم به عن بعد أمس الخميس، ليس لأنه لم يلتفت إلى خطتهم المُحْكمة التي وضعوها لمواجهة الوباء، وليس لأنهم رغبوا في المساهمة في صندوق التخفيف من جائحة كورونا فلم تُقبل مساهماتهم، وليس لأنهم تقدموا بحماسة لتوعية الناس وحثهم على ملازمة بيوتهم ومُنِعوا من ذلك، وليس لأن بعضهم سلم مقر الحزب ليستقبل المرضى أو حتى لبعض الأسر المعوزة في هذه الضائقة فرُدّت عليه حسنته، بل كان بكاء رؤساء الأحزاب حد "التنخصيص"يقولون "بغينا نبانو في التلفزة ومخلاوناش".
ماذا كانوا سيقولون  للناس لو أتيحت لهم فرصة "التفطاح"أمام الكاميرات في غمرة الجائحة؟، هل سيبررون لهم لماذا وجد كورونا مستشفياتنا مريضة موبوءة، ولولا تضحيات الأطر الطبية والتمريضية لما وجد الميت منا من يدفنه؟ هل سيخبرونهم ماذا قدمت هذه الأحزاب للشعب وهي التي تنتحل ظلما وبهتانا صفة تمثيله؟، هل يعترفون أمامه أنهم ونوابهم في الغرفتين معا وبدل ابتكار سبل خلق الثروة دافعوا وبحماسة عن تسمين رواتبهم وضمان تقاعدهم وزراء كانوا أم نوابا؟، هل لهم " الوجه" ليطلوا على الناس فيقولون لهم خنقنا التعليم، ودفنا المدرسة، ورمينا الأجيال في غياهب البرامج الاستعجالية التي تحولت إلى استرزاقية واستنزافية ؟ ورَهنّا البلد لدى صندوق النقد والبنك الدوليين، فلو كانت فيكم ذرة حياء لعاينتم كيف أن الأمور تسير  وراء الملك على أفضل وجه و في أحلك ظرف بدونكم، لتيقنتم أن الرحلة بدونكم مضمونة الوصول، وأنكم لستم سوى"رويضة مفشوشة" تعطلون مسيرة الشعب والملك نحو التنمية، فانظروا الى المواطنين الذين تتسلمون الدعم من الدولة  بالملايير لتأطيرهم كيف هاجم بعضهم الأسواق مع بداية حالة الطوارئ الصحية، وكيف يستهتر الكثير منهم من الحجر الصحي، ومن الوباء ؟ 
أين تأطيركم وغلة عملكم؟، ثم هذه وسائل الإعلام متنوعة ومتعددة في زمن الانترنت والصحافة الرقمية، فلماذا  لم تقولوا قولكم هناك، فيصل صداه المسامع، أم أنه"معندكم ما تقولو"، وأنكم خفتم أن ينساكم الناس فبكيتم وقلتم "نديرو شي طليلة عليهم في التلفزة".
تتباكون ولعاب العديد منكم  يسيل للاستثمار في الكارثة انتخابيا، فبعضكم سماسرة محافل العزاء، ومستغلو فقر الناس وهشاشتهم، ومتاجرون في الوباء كما في الجفاف وكما في "قُفَف رمضان"، مثل "طُلبة المقابر"، الذين يتلون القرآن بلا وضوء ولا إحساس ولا حتى ضبط، ولا يتعظون من الموت ولا من القبور.
أين الأثرياء منكم وفيكم؟ وأين "الفيرمات" و"الكريمات" و"الفيلات" و"الشركات" ؟، أين ما قال الله وما قال رسوله ؟، لماذا تواريتم عن الأنظار بمجرد أن اشتعلت النيران في طرف ثوب الوطن، مثل الجبناء من الجنود يوم المعركة؟، واليوم عندما راقبتم هلال الانتخابات فثبت لكم قربها، ملأتم الجفون بالدموع لتفرغوها أمام كبيركم،  "كفكفوا دموعكم فلم تعد سلاحا مجديا ل"قولبة" الأمة"، فأمة ما بعد كورونا ليست تلك التي قبلها، ولن يزول فقط الفيروس المجهري بل ستزول معه كل الفيروسات التي تتغذى على آلام الوطن.