الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

نورالدين الطويليع: إلى رئيس الحكومة في زمن الكورونا.. خذ ترقيتك وانصرف

نورالدين الطويليع: إلى رئيس الحكومة في زمن الكورونا.. خذ ترقيتك وانصرف نورالدين الطويليع

وأنت تتحدث عن توقيف ترقية الموظفين، سيظن المواطن المغلوب على أمره أن شعب الموظفين في التعليم والجماعات المحلية وغيرهما ينعمون بزيادات سنوية وبترقيات تنثال عليهم انثيالا، سيعتقدون أن الحكومة، وحتى قدوم "كورونا"، كانت كريمة مع الموظفين، ولم تغلق صنبور كرمها الحاتمي بترقيات جلبت معها الملايين لهذه الفئة الناكرة لجميلكم المقدس.

 

السيد رئيس الحكومة، كفاكم ولغا في آنية المكر والتلاعب بالألفاظ والعبارات، أنت تعلم  أنه منذ إسبال الحكومة لحيتها شنت غارات الاقتطاع الشامل على رواتب الموظفين بكل الأسلحة غير المشروعة، وما واقعة الاقتطاع باسم صندوق التقاعد عنا ببعيدة، وما الإجهاز على كثير من المكتسبات التي قدم الشهداء أنفسهم فداء للوطن وأبنائه من أجل تثبيتها بمتوارية...

 

أنتم تعلمون، ونحن نعلم، أن أجور الأغلبية الساحقة من الموظفين قد أصابها الشلل، ودب إليها الضمور، وأصحابها صاروا يمنون النفس ألا يتفاجؤوا بتدهور قيمتها اللاصحية وهم يقفون أمام الشبابيك في نهاية الشهر، وكثير منهم ومنهن لم يعودوا(ن) يعرفون قيمة أجرتهم الشهرية من كثرة الاقتطاعات التي تطالها دون إخبار أو إعلان، ودون أن يجدوا من يحدثهم عن مصيرها المجهول، فسلموا أمرهم للخالق، كأنما هي صدقة حكومية لا حق لهم في مراجعتها وفي السؤال عن قيمتها.

 

السيد رئيس الحكومة لسنا جشعين، ولسنا ضد أي انخراط إيجابي لخدمة وطننا الحبيب، لكن اسمحوا لي أن أقول لكم إنكم افتقدتم اللياقة واللباقة، وعَدِمْتُمْ حِسَّ الإنسان الراقي الذي يحسن التصرف، وارتديتم جبة الأجلاف... كنا ننتظر أن ترسل رسالة شكر وتقدير لمن يرابضون الآن من الموظفين، ويقفون وقفة رجل واحد، وامرأة واحدة في خدمة الوطن وأبنائه، كنا ننتظر أن تبدؤوا بأنفسكم، وبزملائكم في الحكومة، وبالبرلمانيين، وبرؤساء الجهات والأقاليم والجماعات، فتعلن، ويعلنون خلفك تخليهم عن رواتبهم المتضخمة  لسواد عيون الوطن، وحينها لن نتردد في التصفيق لكم بحرارة.

 

السيد رئيس الحكومة، كنا ننتظر أن توقفوا معاشات الريع السمينة التي تستنزف ميزانية الدولة بلا موجب حق، وأن تحرصوا على أن يكون أول منشور تصدرونه موجها إلى الفئات الضعيفة والمهمشة التي لا تجد الآن ما تأكل، ويكاد سكوتها يتحول في أي لحظة إلى برميل بارود.

 

لن يضيرنا توقيف ترقية، لأننا وأدنا الحلم بها في زمن الحكومة الملتحية، وتأكدوا أنكم ستخرجون من الحكومة كما خرج من كان قبلك....، لكن قرارات العار  وسلوكات الجبن ستطاردكم لعناتها ما حييتم إن كانت لكم حياة.

 

ـ نور الدين الطويليع، فاعل إعلامي