الثلاثاء 19 مارس 2024
خارج الحدود

الرئيس الجزائري يعلن حظر الحراك الشعبي بسبب كورونا

الرئيس الجزائري يعلن حظر الحراك الشعبي بسبب كورونا عبد المجيد تبون، ومشهد للحراك الشعبي الجزائري
أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مساء الثلاثاء 17 مارس 2020، حظر سلطات البلاد الاحتجاجات في الشوارع، بسبب فيروس كورونا.
وسجلت الجزائر حتى الآن خمس وفيات بالإضافة إلى 60 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس. 
ويأتي تصريح تبون، وسط تزايد الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعليق مسيرات الحراك الأسبوعية في الجزائر.
في المقابل، أكد متظاهرون أنهم يبحثون عن وسائل أخرى للاحتجاج، تمكنّهم من تفادي خطر الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد.
والجمعة الماضي، الموافق للأسبوع الـ56 على التوالي، خرج آلاف الجزائريين للتظاهر متحدين خطر الفيروس. وفي اليوم التالي فرقت الشرطة بضع مئات من المتظاهرين المتعنتين. 
ومع ذلك، فإن العديد من الشخصيات في هذه الحركة الاحتجاجية السلمية غير المسبوقة، دعت بشكل علني إلى تعليق المسيرات - التي جمعت مئات الآلاف من الجزائريين في ذروة الحراك - طالما أن خطر انتشار الوباء موجود.
وكتب المحامي مصطفى بوشاشي أحد أبرز وجوه الحراك على صفحته على "فيسبوك": "الحكمة تستوجب تعليق المسيرات حفاظا على الصحة العامة بانتظار المستجدات. إنها الطريقة المثلى للمحافظة على حضارية الحراك مع التفكير جماعيا في بدائل".
وكذلك بين المعارضون السياسيون، ندعو أيضا إلى "مسؤولية الجميع في جعل صحة الجزائريين هي الأولوية"، كما طالب محسن بلعباس، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية.
وقرر التجمع تعليق مشاركته في مسيرات الحراك، فيما دعت جبهة القوى الاشتراكية إلى "مواصلة الثورة بأشكال أخرى".
أما سعيد سعدي، الشخصية المعارضة المعروفة فقال صراحة: "في الثورة، يجب تغليب العقل على الشغف. لكي تعيش بحرية ، يجب أن تكون على قيد الحياة".
وهو رأي تقاسمه الوزير والدبلوماسي السابق واحدى شخصيات المعارضة عبد العزيز رحابي، كاتبا على "تويتر": "التعليق المؤقت للمسيرات، بسبب المخاطر الصحية، واجب وطني ويحفظ حقنا في التظاهر بحرية من أجل جزائر قوية واكثر عدلا". 
والنتيجة أن العديد من المنظمات الطلابية أعلنت في بيان مشترك أنها علقت مشاركتها في مسيرات يومي الثلاثاء والجمعة حتى لا "نتحمل مسؤولية انتشار المرض". 
وحتى وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد لم يتوان عن الدعوة الى وقف الحراك، وقال: "فبغض النظر عن المطالب الشعبية التي أحترمها، يبقى الحراك قبل كل شيء تجمعا لأشخاص، قد يتواجد في أوساطهم من يحمل فيروس كورونا، ما قد ينقل العدوى للبقية. فالاستمرار في الحراك الشعبي يشكل خطرا من الناحية العلمية".
وتأقلم بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مع الواقع الجديد، بالسخرية من خلال تغيير شعارات الاحتجاج، فتحول الشعار الأكثر تردادا في التظاهرات "دولة مدنية وليس عسكرية" إلى "دولة مدنية وليس فيروسية".
وتحول شعار "ترحلوا جميعا!" الموجه إلى الحكام إلى "نتربى جميعا!" الموجه إلى جميع الجزائريين بهدف دفعهم لاحترام قواعد النظافة، والحد من تحركاتهم وحماية الأكثر ضعفاً. 
وانتشر على "تويتر" وسم "إبق في دارك" باللغات الثلاث العربية والفرنسية والانكليزية، لدعوة الجزائريين الى عدم مغادرة بيوتهم.