الخميس 25 إبريل 2024
في الصميم

إهداء إلى آخر الأنبياء.. حامي الدين "عليه السلام"!!

إهداء إلى آخر الأنبياء.. حامي الدين "عليه السلام"!! عبد الرحيم أريري

من اللحظات القوية في الفيلم الشيق "يد الله" (la main du dieu) للمخرج الإيطالي MARCO RISI الذي يستعرض حياة أسطورة الكرة "مارادونا" الحافلة بالإشراقات والإخفاقات والإدمان على الكوكايين؛ أن زوجة مارادونا زارته في المصحة العقلية والنفسية التي يعالج فيها من الإدمان وصاحت في وجهه غاضبة: "أريد الطلاق حالا، سئمت منك ومن الحياة معك وسئمت كذبك وعدم التزامك بالوعود التي قطعتها للإقلاع عن الكوكايين".

 

أجابها مارادونا مستعطفا، بل ومتوسلا بالقول: "أعدك وعد الشرف أن هذا آخر عهد لي بالكوكايين، وأقسم لك برب موسى ودين عيسى أني لن أعود للكوكايين مرة ثانية وإلى الأبد".

 

استهزأت زوجته بتصريحه قائلة:" ياسلام.. ما الذي يجعلني أثق بك اليوم بعد إخلالك بالمئات من الوعود!؟"

 

رد عليها مارادونا: "بالأمس مللت من المكوث في غرفتي، وذهبت إلى بهو المصحة، وفتحت نقاشا مع المرضى العقليين لأقتل الملل. قلت لهم بأني أنا هو مارادونا. فانفجروا ضاحكين وساخرين مرددين: أنت هو مارادونا، يا لك من وقح. لو قلت لنا إنك المسيح، لتبعناك وسرنا خلفك. لكن أن تتجرأ وتقول بأنك أنت هو مارادونا فهذا من سابع المستحيلات. وتفرقوا من حولي وتركوني وحيدا"!

 

استحضرت هذا الفيلم وأنا ما زلت تحت تأثير الصدمة المتمثلة في التصريح الغرائبي للقيادي الأصولي عبد العالي حامي الدين والبرلماني المتابع في ملف قتل الطالب أيت الجيد، حين قال يوم فاتح مارس 2020 في لقاء حزبي بأيت ملول بأن "حزب العدالة والتنمية معجزة من عند الله"، وبأن "الله يرعى شخصيا تجربة العدالة والتنمية" بالمغرب !!

 

فلو قال حامي الدين أنه هو الرسول الكريم (وحاشا لله) لصدقناه. ولو قال إن كلامه أو كلام بنكيران أو حمادي القباج أو الريسوني أو العثماني أنه "أصدق نبأ من القرآن الكريم" (والعياذ بالله) لسايرنا جنونه.. لكن أن يتجرأ بوقاحة على الذات الإلاهية ويقول إن الله تعالى "يرعى شخصيا تجربة العدالة والتنمية" بالمغرب، فهنا من حقنا أن نطالب بحقنا في التوصل بحصتنا من الحشيش "الدوريجين"، أو بحقنا في الكوكايين "الدوريجين" اللذين تناولهما حامي الدين قبل أن يتقيأ حماقاته في أيت ملول، التي حل بها للتضامن مع رئيس بلديتها المعزول بسبب جرائمه التسييرية.

 

فنحن في دولة حقوق الإنسان، ومن أبسط حقوق الإنسان، ضمان الحق في المساواة في "الجنون" وفي "التسطية" وفي احتقار ذكاء المغاربة.

 

بئس لنا ببرلمانيين من هذه الطينة الفاسدة، وبئس لنا بمسؤولي أحزاب من هذه السلالة الغبية.

 

"اللهم إنا لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه"!