الخميس 25 إبريل 2024
في الصميم

العثماني ولسان حاله.. الكوستيم أكبر مني!

العثماني ولسان حاله.. الكوستيم أكبر مني! عبد الرحيم أريري

أكبر ماكينة لإنتاج «الهضرة» هي الحكومة، إذ لما يستمع المرء لخطاب رئيس الحكومة وهو يتحدث عن المنجزات بالمغرب يتخيل وكأن المغرب حاز على تذكرة الولوج "لنادي الدول الثمانية الأكثر تصنيعا في العالم"!

 

فإذا أخذنا سنة 2011 كسنة مرجعية باعتبارها حدثا مفصليا في تاريخ المغرب المعاصر لكونها السنة التي اعتمد فيها دستور جديد وسع من صلاحيات رئيس الحكومة وعزز مكانته، سنجد أن الحظ السيء كان من نصيب المغاربة. ففي الوقت الذي كان المغرب قبل 2011، يتوفر على وزراء أولين من عيار ثقيل كان الدستور يضعهم آنذاك في خانة دنيا، وحين تأتى للمغرب التوفر على دستور بسقف عال تعاقب على رئاسة الحكومة شخصان من عيار خفيف جدا، وظهر أن "الكوستيم الدستوري كان أكبر منهما".

 

فمنذ عام 2011 تولى الإشراف على مؤسسة رئاسة الحكومة كل من عبد الإله بنكيران وسعد الدين العثماني، وكلاهما لم يقدم أي قيمة مضافة لتحسين مستوى عيش المغاربة. بدليل أنه في ظل السنوات الثمانية التي قضاها الأصوليون على رأس الحكومة لا نعثـر إلا على كلام فضفاض بدل المعطيات الدامغة.

 

فلو جمعنا السنوات الثمانية التي قضاها الأصوليون في الحكومة وجمعنا بين المداخيل الضريبية التي استخلصتها الدولة من المواطنين ومن الشركات وقارنا ذلك مع النفقات التي تنفقها الحكومة، سنصاب بالصدمة من جهة، كما أننا إذا قمنا بتقسيم النفقات طوال ثمان سنوات إلى تسيير واستثمار سنقف على العديد من ثقوب التدبير من جهة ثانية، بالنظر إلى أن قوة الأمم تقاس بما تخصصه للاستثمار وليس للتسيير.

 

وهنا نود مساءلة حصيلة البيجيدي في الاستثمار خلال فترة حكمه للمغرب.

 

1- في البنية التحتية:

ما هي الطرق السيارة التي أنجزتها حكومة الأصوليين وشبكة الطرق السريعة التي أخرجتها لحيز الوجود ونوع الموانئ التي وفرتها منذ عام 2012 إلى اليوم؟

 

2- في المجال الاجتماعي:

كم من مستشفى كبير أنجزته الحكومة الملتحية وكم من جامعة تم إحداثها وكم من مختبر تم افتتاحه، وكم من مركب رياضي تم تشييده؟

 

3- في المجال الفلاحي:

ما هو حجم المستفيدين في الفلاحة التضامنية ذات الاستغلاليات الصغرى الذين استفادوا من دعم الدولة وماهي القيمة المضافة التي خلقت؟ وماذا قدمت الحكومة من معامل ومن صناعة تحويلية لمواكبة هؤلاء الفلاحين الصغار؟

 

4- في المجال الصناعي:

كم من مصنع كبير افتتح، بل كم من مصنع للنسيج حافظت عليه الحكومة ليبقى مفتوحا بحكم أن العديد من المعامل أقفلت منذ مجيء الأصوليين للحكومة؟

وما هي أقطاب الكفاءات للبحث العلمي والجامعي المنجزة، التي كان بإمكانها تأهيل المغرب ليكون له موطئ قدم في العالم، على غرار ما أصبح للهند التي -يا للمفارقة- أصبحنا ننادي عليها لتنجز لنا السجل الوطني الموحد؟

 

5- في المجال السياحي:

كم من فندق كبير خلق في المغرب منذ 2012 وكم من مركب سياحي رأى النور، وكم من محطة سياحية افتتحت بالمغرب، وبالمقابل لماذا تحولت المحطات السياحية المبرمجة سابقا إلى مشاريع سكنية وهمزات عقارية!؟