كانت مهمتي في هذا اليوم الخريفي،الجمعة 25 أكتوبر 2019، هي البحث عن مناقب وبعض أسرار الأديب الشاعر والمؤرخ أبو بكر البوخصيبي، وذلك عبر لقائي بنجله الأستاذ خلدون البوخصيبي، الذي استقبلني بحفاوة وأبحر بي في عوالم هذا العملاق الذي عاش ودفن بسطات وحصل على جائزة المغرب للكتاب؛ عن مؤلفه" أضواء على ابن يجبش التازي" الذي كتب مقدمته مولاي عبد الله كنون؛ وحكى لي نجله عن علاقة الفقيد بشاعر الحمراء والفقيه المنوني والدكتورعباس الجيراري؛ وبشرني بقرب صدور كتاب مدخل تاريخي لقبائل الشاوية الذي أشار إليه المؤرخ علال الخديمي في أحد مؤلفاته؛ ووعدني بأن تقدم أسرة البوخصيبي نسخة من هذا الكتاب إلى مكتبة بني خلوق ليعزز به ما تزخر به من نفائس وكتب ومخطوطات حول تاريخ الشاوية، ووعدني كذلك بأن يسلم المكتبة ديوان الفقيد الذي سيصدر قريبا.
وأشكر بالمناسبة الدكتور شعيب حليفي والحاج محمد بلعباس حسون ووالدي الذين أرشدوني وساعدوني في تدبير اللقاء مع إلى ابن البوخصيبي.
وجدير بالذكر أن أبوبكر البوخصيبي من مواليد مدينة آسفي وتوفي بمدينة سطات 1928- 1993 قضى حياته متنقلا بين آسفي، ومراكش، وفاس، والدار البيضاء وسطات، وحفظ القرآن الكريم، والمتون، ثم التحق بجامعة القرويين بفاس، وانتسب إلى كلية ابن يوسف بمراكش، فأخذ عن أدبائها وعلمائها. وعمل مدرساً بمدارس الدار البيضاء، وتادلة، وآسفي، ومراكش، حتى أصبح مفتشاً مساعداً في التعليم، ثم التحق عام 1977 بوزارة الداخلية، فعيّن قائداً بإقليم سطات وشارك في مؤتمر رابطة علماء المغرب (أكادير) 1976.
ويعابر واحدا من الشعراء المغاربة في القرن العشرين له قصائد منشورة في ديوان «دعوة الحق وفاء وولاء» - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الرباط 1985، وفي مجلة (دعوة الحق) - العدد2، السنة 16. العدد 9، السنة 18، وصحيفة صحراء المغرب - أبريل 1957.
كما أن أبوبكر البوخصيبي مقالات أدبية منشورة، وله مؤلفات عن محمد ابن إبراهيم شاعر الحمراء، و جولات في تاريخ الشاوية وسطات خبايا وأحاديث.
وكتب البوخصيبي مقالات في الوطنية وعن عظماء التاريخ، و هموم العصر. نظم الموزون المقفى الذي جاء متسماً بالتلقائية والغنائية، التي أكسبت معجمه الشعري تداولاً وانتشارا نال به جائزة المغرب الثانية عام 1972.
أحمد الناهي، محافظ المكتبة الجماعية بني خلوق إقليم سطات