السبت 20 إبريل 2024
في الصميم

اعط "لولد القايد تريسو" !!

اعط "لولد القايد تريسو" !! عبد الرحيم أريري
أول ما يفتح شهيتك في البحث والمتابعة وأنت تتأمل واقع الجهات بفرنسا أو إيطاليا أو ألمانيا أو إسبانيا، وغيرها من الدول المتمدنة، هو طبيعة العيار الثقيل الذي يسير هذه الجهات. فهناك تجد شخصيات سياسية منتخبة على رأس الجهات بأوربا متمرسة ومدركة للرهانات الجهوية والوطنية ببلادها وتخوض معارك التأهيل على كل الجبهات(التأهيل الاقتصادي والتأهيل الرقمي والتأهيل الجامعي والتأهيل الثقافي والرياضي، الخ...) لتتبوأ الجهات التي يدبرون شؤونها المراتب العليا ولتبقى محط جذب للاستثمارات ولخلق الثروة من جهة ولضمان رفاهية العيش للسكان من جهة ثانية.
في المغرب تدمي العين، حين نستحضر بروفيل من يسيرون جهاتنا، وهو بروفيل يزرع الألغام في الجهة بدل أن يبطل مفعول القنابل المتراكمة أصلا بتراب جهات المغرب، علما أن هذه الشخصيات تكون زعيمة حزب أو من قيادات الصف الأول للحزب: خذوا مثال إلياس العماري بطنجة أو امحند العنصر بفاس أو الشوباني بدرعة أو الباكوري بكازا أو ولد الرشيد بالعيون أو اخشيشن بمراكش وبباقي الجهات، ولنطرح السؤال المقلق: ماذا قدمت هذه "الشخصيات " للجهات التي ترأسها؟ ماهي القيمة المضافة التي جلبتها لسكان الجهة؟ ماهي المشاريع التي عبأت الرأي العام حولها ليتبناها اغلب المواطنين؟ ماهي الإشراقات التي تركتها لتسجل في التاريخ وتخلد في الذاكرة الجمعية ؟ ماجدوى إمطارنا بالديبلومات و"السيفي العامر" لهذا الرئيس أو ذاك، وبحظوة فلان أو فرتلان مع دوائر صناعة القرار إن لم يلمس المغربي أي ترجمة للشعارات على أرض الواقع الأسود الذي يصلى بناره كل يوم؟