السبت 27 إبريل 2024
رياضة

المحامي يخلف: قرار إعادة مقابلة الترجي والوداد مُجحف في حق الفريق الأحمر

المحامي يخلف: قرار إعادة مقابلة الترجي والوداد مُجحف في حق الفريق الأحمر ذ.مصطفى يخلف، محامي بهيئة اكادير
في هذا الحوار مع مصطفى يخلف، المحامي بهيئة اكادير، يحلل قرار "الكاف" بإعادة المباراة النهائية بين فريقي الترجي التونسي والوداد البيضاوي، معتبرا إياه قرارا مجحفا في حق الفريق الأحمر، لعدة أسباب، مشددا على ضرورة التوسع في إجراء تحقيق لمعرفة حيثيات مقابلتي الذهاب والإياب في عصبة أبطال افريقيا.
كيف تقرأ قرار قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف" بإعادة مقابلة الترجي والوداد خارج تونس، وإعادة الكأس والميداليات الممنوحة في 31 ماي 2019 لفريق الترجي؟
أولا ينبغي التأكيد أن غاية تعرض الوداد البيضاوي للطعن في نتيجة المقابلة، أسست على خرق مقابلة الإياب بملعب رادس بتونس لمبدأ "تكافؤ الفرص" بين الفريقين بسبب عدم توفير الجهة المنظمة لتقنية "الفار" المسمى بالحكم التقني المساعد والتي تم اتخاذ اعتمادها في المباريات الدولية من طرف الفيفا بتاريخ 5 مارس 2018 وتم اعتمادها من طرف "الكاف" بخصوص نهائي كأس الاتحاد الأفريقي.
ورغم أن "الكاف" قبلت طعن الوداد إلا أن التحليل القانوني يستوجب منا إبراز جوانبه السلبية إلى جانب أثره النفسي والإيجابي، على فريق الوداد وجمهوره وباقي المغاربة، ومصداقية الهوية الكروية المغربية، والدور الفعال والقوي الذي سجل لفائدة الجامعة المغربية لكرة القدم. لذا وجب تحليل القرار وفق ما يلي:
أولا: قرار الكاف القاضي بإعادة لعب مباراة الإياب وبالشكل والمضمون الذي صدر فيه لا يسقط حق فريقي الوداد البيضاوي و الترجي التونسي في الطعن فيه أمام المحكمة الرياضية المعروفة اختصارا (الطاس).
ثانيا: هل الطعن أمام المحكمة الرياضية (طاس) سيخولها بسط رقابتها وسلطتها التقديرية على كل الخروقات والإشكاليات القانونية وتنزيل الآثار القانونية المحددة وفق قوانين الفيفا؟
ثالثا: من المسؤول عن تنظيم مباراة الكأس النهائية، هل الكاف أم الترجي التونسي؟ ما هي الشروط التي تم الاتفاق عليها ما بين الكاف والترجي التونسي في إطار التدبير المفوض، وهل تم احترامها؟
رابعا: هل قرار الكاف أجاب على أساس التعرض الودادي والمتمثل في المس بحقه المتصل بمبدأ تكافؤ الفرص بعدما تم تغييب "الفار" (VAR) كحكم تقني مساعد ضمن تشكيلة الحكام؟
في نظرك هل قرار "الكاف" منصف للوداد أو مجحف في حقها؟
اعتبر ان القرار منتج لفريق الترجي لكونه احتفظ له بنتيجة مقابلة الذهاب وفق قاعدة الهدف بملعب الخصم يضاف له امتياز النقطة عند التعادل، وهو أيضا مجحف للوداد لأنها حرمت من هدف مشروع أثناء المباراة برادس في الدقيقة 58، وعليه فإن قرار الكاف مس بقاعدة جوهرية وهي" مفهوم العدالة الرياضية".
أمر آخر، تحديد تاريخ مقابلة الإياب بعد 30 يونيو 2019، سيجعل المباراة في أزمة قانونية جديدة يمكن التنبيه إلى بعض إشكالياتها كما يلي:
- إٔن لوائح الأندية الخاصة باللاعبين يتم تحيينها بتاريخ 30 يونيو من كل سنة، وهنا هل الفريقين سيلعبان باللوائح المعتمدة خلال هذه السنة أم باللوائح المجددة بعد التاريخ المذكور؟
- إٔن 7 من لاعبي الترجي يعتبرون من بين تشكيلات المنتخب التونسي المشارك في كأس الأمم الإفريقية وستكون لهم فرصة الاحتكاك وتطوير المهارات والحفاظ على اللياقة البدنية و الجاهزية لما بعد 30 يونيو، وفي المقابل فريق الوداد سيكون في عطلة نهاية الدوري المغربي وسيؤثر عدم إجراء اللاعبين لمقابلات منتظمة طوال الشهر على جاهزيتهم لمقابلة الإياب.
- إٔن إجراءات الميركاطو للأندية ستفتح بعد 30 يونيو، وحظوظ فريق الترجي في تطعيم عناصره بأعضاء جدد بسبب التعاقد مع مجموعة من اللاعبين أكثر من فريق الوداد الذي هو مقيد بعقود رياضية إلى ما بعد موسم 2020 و هو ما يمس بمبدأ تكافؤ الفرص حسب الزمان  المكان المحدد لمقابلة النهائي.
- إن التاريخ المحدد لمقابلة الإياب الملغاة سيجعل فريق الوداد في وضع غير مؤهل للتنافس.
ويبقى السؤال هو اعتماد نتائج مقابلة الذهاب دون توضيح الآثار القانونية لنتائج مقابلة الإياب، هل سيتم احتسابها بمنطق ملعب الخصم بمفهوم  الرياضي أم بمنطق الملعب المحايد بمفهومه الإجرائي والوقائي؟
الملاحظ هو أن القرار اعتمد على شطر من التعرض دون التطرق لمحاسبة المسؤولين المتورطين في الإخلالات الإجرائية والتنظيمية التي شهدتها مقابلة رادس، لماذا؟
فعلا هناك مسؤوليات في المقابلة النهائية ويتحملها:
- رئيس الترجي وتهديده العلني لرئيس الكاف.
- فريق الترجي وإخلاله بالتزاماته المرتبطة بتوفير شروط لعب مقابلة نهائية.
- الجامعة التونسية وواجبها في تنزيل و تطبيق اللوائح الرياضية.
- النقل التلفزي ومخالفته لدفتر التحملات.
- حكم الشرط و تقصيرها في القيام بما هو متعين.
- مندوب المباراة وتراخيه في التأكد من تحقق شروط اللعب وفق مبادئ الفيفا والكاف.
- حكم الوسط وكل التصرفات الصادرة عنه والتي تفيد بالقطع افتقاره للنزاهة والحياد.
من خلال كل ما سبق، يبقى صاحب الصفة الأول في قبول أو رفض قرار الكاف هو فريق الوداد البيضاوي المغربي وفريق الترجي التونسي.