الخميس 25 إبريل 2024
رياضة

لا تجعلوا من إنصاف "الكاف" للوداد فتيلا لإشعال النار بين المغرب وتونس

لا تجعلوا من إنصاف "الكاف" للوداد فتيلا لإشعال النار بين المغرب وتونس من المباراة الفضيحة بين الوداد والترجي وفي الإطار فوزي لقجع (يسارا) وأحمد أحمد

القرارات الصادرة عن الاتحاد الإفريقي في شأن أحداث ملعب رادس، والتي أنصفت فريق الوداد البيضاوي، كانت من تحصيل الحاصل، ولم تأت من قرارات عشوائية أو متسرعة، بل جاءت نتيجة تجاوزات وقف عليها الرأي العام الرياضي العالمي والإفريقي بشكل خاص. ومن المنطق أن يتم تقبل هذه الأحكام، والتي هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الرياضية ككل؛ لأن ما صدر من أحكام يبقى بمثابة وضع حد للتجاوزات والاختلالات.

ونعتقد أن مكونات نادي الترجي التونسي ليست في حاجة لهذا التأكيد، لكن ما يثير الانتباه حاليا، هي ردود فعل بعض مكونات فريق الترجي  التونسي، التي أخذت من القرارات الصادرة عن "الكاف" مطية لإصدار تعاليق ضد المغرب لا تمت للروح الرياضية بأية صلة، وتجاوزت حدود اللياقة، ووصلت إلى إصدار اتهامات مجانية، مرفوقة بصور عادية تجمع بين رئيس "الكاف" وفوزي لقجع وسعيد الناصري. فهل الصور الجماعية، وفي أماكن عمومية يعاقب عليها القانون؟

لا يجب أن تتناسى مكونات نادي الترجي أن فوزي لقجع هو النائب الأول لأحمد أحمد، وشيء طبيعي أن يكون بجانبه في العديد من الملتقيات الرياضية التي تهم شأن كرة القدم الإفريقية. ففي هذا السياق أجمع المتتبعون للشأن الكروي، بكل من تونس والمغرب، أن بعض المحسوبين على جماهير الترجي التونسي يسعون لإشعال فتيل يبقى المغرب شعبا وحكومة في غنى عنها، وكل المغاربة يسعون للتعامل مع الحدث في سياقه الرياضي المحض.

وإذا كان فريق الترجي له من القوة الكافية على مستوى العطاء التقني للفريق، فإنه سيفوز لامحالة بكأس أبطال إفريقيا خلال اللقاء الذي سيعاد، أما إذا كانت قوته مستمدة من النفوذ ومن الدسائس ومن الخيوط العنكبوتية لطارق البوشماوي، فإن هذا العهد سيتلاشى من الآن فصاعدا، وكل مكونات كرة القدم الإفريقية وعت الآن أن فريق الترجي حقق "مكتسبات" عديدة بفضل طرق غير مشروعة وذلك بشهادة عديدة لفرق تونسية وأخرى إفريقية.

إن ما حدث لفريق الترجي يفترض أن يكون له درسا مفيدا وأن يؤسس لعهد كروي جديد يبنى على تكوين فريق قوي قادر على الفوز بالألقاب وبأنفة كبيرة وبروح رياضية، وحينذاك سيصفق له الجميع ويمنحه كل التقدير.

وفي ظل هذه التطورات التي شملت مخاضا غير متوقع في صفوف محبي نادي الترجي الذين كانت ردود بعضهم خارج سياق اللباقة والروح الرياضية، فإن الجمهور الرياضي المغربي يتميز على مر التاريخ أنه يتسم بالروح الرياضية وتشجيع الفريق الأحسن وتقبل النتائج طالما كانت منبثقة من منافسة شريفة وأحكام نزيهة.

انطلاقا من هذه المعطيات نقول لمحبي الترجي والجمهور الرياضي التونسي بصفة عامة، إن القضايا الرياضية مهما كانت سببا في خلافات معينة، فمن المفروض أن لا تنسي المغاربة والتونسيين في الروابط الأخوية التي تجمع بينهم.