السبت 20 إبريل 2024
رياضة

مصباح: تجريد الترجي من اللقب الإفريقي.. نقطة ضوء في انتظار الإصلاح الشامل للكاف

مصباح: تجريد الترجي من اللقب الإفريقي.. نقطة ضوء في انتظار الإصلاح الشامل للكاف عبدالرزاق مصباح (يمينا)، و أحمد أحمد، رئيس الكاف( وسطا)
أشعلت أعلى هيأة داخل المنظومة  الكروية القارية (الكاف) اليوم الأربعاء الخامس من يونيو الأبرك بباريس ، نقطة ضوء أولى، في إنتظار إصلاع شامل الذي يمكن من إقتلاع لوبي الفساد المستشري داخل الأجهزة الموكول إليها تدبير دواخل هذه المنظمة القارية.
ويأتي هذا الأمل/ الإشارة ، الذي بعثت به اللجنة التنفيذية للكاف من باريزإلى كل مكونات الكرة الإفريقية بقرار غير مسبوق وشجاع ، بقرارها بإعادة المباراة النهائية بين فريقي الوداد والترجي التونسي، مع سحب اللقب من هذا الأخيرالذي لم يكن مستحقا بعد الموقف الذي عبر عنه لاعبو الفريق المغربي بعدم إتمام النزال بعد إلغاء هدف صحيح وتعطل تقنية الفيديوبشكل مضحك يعيدنا ونحن في الألفية الثالثة إلى عهود العصر الحجري الكروي.
بإمكان المهتمين والمتتبعين أن يلامسوا الأمل في أن تصبح القارة السمراء على خط مستقيم مع التنافس الرياضي السليم الذي لايعترف إلا بالأقوى والأعلى والاسرع ومع الروح الرياضية في أعلى درجات سموها .
بعد فضيحة ملعب رادس ، الذي مازال يحن بعض وجوهه الرثة إلى ثقافة الرئيس المخلوع . لم يكن فريق الوداد يحمل ذاك الهم المريض....الفوز باللقب إعتمادا على أساليب بئيسة وبأليات تحكيمية ضعيفة. بل كان الرهان الأول والأخير، الإعتماد على الذات وعلى عناصر الغيارالمتوفرة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. خاصة وأن الفريق التونسي يتوفر على كل مقومات النجاح مثله في ذلك مثل الفريق البيضاوي.فلماذا إذن اللجوء إلى  طرق الإحتيال الفاسدة .
كثير من التعاليق وردود الفعل، وقفت فقط عند حدود أستعادة الوداد لحقه في التنافس السليم على أغلى لقب قاري. لكن في العمق المسألة أكبر وأعمق من لقب عابر، كان بإمكان فريق معين من تحقيق الإنجاز مستغلا زقاقا صغيرا في جدار الخصم أو خطإ إملائي على مشارف العمليات ليصطاد الحلم القاري. لكن في إعتقادنا وتقديرنا الخاصين . أن قرار اللجنة التنفيذية للكاف يمنح خطوة مهمة على طريق سيار مازال طويلا وعسيرا وسيواجه بدون شك بما اصطلح عليه في الأدبيات بجيوب المقاومة خاصة ان هذه الجيوب استطاعت عبر الزمن الطويل من بناء متاريس وقلاع وعلاقات وثقافة انتفاعية مهووسة بالربح المالي،  بدون أي رادع لاقانوني ولا وازع أخلاقي. إذ ظلت القارة رهينة للوبي متجدر في أزقة بناية الكاف بالقاهرة.
صحيح، أن هذه الخطوة كانت منتظرة سواء على المدى المنظور او البعيد ،لان الربيع لابد أن يطل يوما ما ،كما أطل البوعزيزي خلال شهلر دجنبر من 2014 في شوارع تونس.ولأن إفريقيا لن تكون خارج الزمن الكروي العالمي. لكن هاهنا تنتصب الأسئلة الحارقة. تلك المتعلقة بقدرة فريق الرئيس احمد أحمد على الذهاب بعيدا في تصحيح المساروتكنيس البناية العتيقة من الوجوه التي أسست لثقافة تسيئ للقارة ولمكوناتها الكروية. وتحديدا الجهاز المشرف على التحكيم وعلى اللجن الأخرى المرتبطة بها كلجنة التأهيل والإستئناف والتأديب والعقوبات . 
ومامن شك أن الرهان على التغيير هو رهان صعب ..لكن لاخيار في ذلك لأننا أصبحنا أضحوكة العالم بعد أن تابع الرأي الكروي العالمي مبارتين نهائيتين ألاولى بتونس والثانية بمدريد، ووضع بدون شك أدوات لقياس المستوى والعقليات.
لابد أيضا ، من التأكيد أن الإعلام بكل تلاوينه يجب أن يلعب دوره في محاربة الفساد والمفسدين وأن لايسقط في المسارات الممنوعة من قبيل الخوض في نقاشات التي تصنع خصومات وهمية بين جمهور الفريقين حتى لانقول البلدين.أو الخوض في تفاصيل التفاصيل التي لاتغني النقاش العميق والمسؤول. فالنزال هو نزال كروي ليس إلا. اليوم سيفوز الفريق الأقوى وغدا سيربح الرهان الفريق الذي إستعد بشكل جيد. لكن العلاقات الودية والرياضية ستظل هي الأعلى والأقوى. 
رهانات جديدة ، تنتظر الكرة الإفريقية . وعلى رأسها الإصلاح الشامل فهلسيكون فريق العمل المرافق للرئيس أحمد أحمد في مستوى الزمن الكروي العالمي.