Sunday 6 July 2025
سياسة

عبد الله الزيدي: هذه قراءتي للدخول السياسي... لقد أوصلوا البلاد إلى قعر البئر بلا حياء..!!

عبد الله الزيدي: هذه قراءتي للدخول السياسي... لقد أوصلوا البلاد إلى قعر البئر بلا حياء..!!

في سياق الدخول السياسي المقبل الذي يتميز بضبابية بحكم عدم معرفة ما سيؤول اليه مؤتمر الاستقلاليين والبيجيديين، وهل سيتم فعلا تثبيث نزار بركة على رأس حزب علال وهل سيتم منح بنكيران ولاية ثالثة على رأس حزب المصباح . في هذا الإطار تفتح "أنفاس بريس" النقاش مع فاعلين سياسيين وجامعيين حول توقعاتهم من الدخول السياسي المقبل .

في الورقة التالية تنشر "أنفاس بريس" مساهمة عبد الله الزيدي، المنسق الجهوي لفيدرالية اليسار الديمقراطي:

هذه السنة لن يستطيع الصيف الحار المرافق لعيد الأضحى بنهايته،أن يبشر ببداية خريف بارد،بل نهاية 2017 هذه المرة خريفها غاضب،والدليل أن مؤتمرات الأحزاب القادمة ستكون محملة بزلازل كثيرة سيجنيها قادة أحزاب أثبتوا،في ظرف وجيز،أنهم قادرون على تحمل رهان تخريب المغرب فأبلوا البلاء الحسن...!!!

وقد تأكد للعادي والبادي أنهم أوصلوا المغرب إلى قعر البئر بدون حشومة ولا حياء..!!
فالرابوع التنموي الصحة والتعليم والسكن والعمل أصبح في عهدهم في درجات دول غاية في الإملاق.والعدل والأمن في خبر كان..!!
وفي الوقت الذي كانت الطبقة المتوسطة والنخب على قدر من النباهة والحس الوطني،تبدي استعدادا وتتلاصق بهموم وقيم غدت مع الغوغاء الذين استوزروا وتولوا زمام أحزاب سياسية بلطجوها ليدوموا في التحكم في رقابها وسرقة تاريخها ،لذا للأسف غدت بدون روح راهنة نفسها للشيطان وهو ما جنى عليها وعلى أطرها ومناضليها الذين سيتطلب منهم الأمر سنين لإحياء الأمل وإعادة الثقة..!!
إن التلويح بإعادة هذه القيادات لمكانها بمثابة إغراق للغريق وإغراق السفينة وبلقنة المغرب ووضعه في المجهول..!!
وليس خاف على أحد أن كثيرا من المراكز الرمزية اليوم في المغرب اهتزت،فالملكية في حد ذاتها والملك أصبح موضع نقد ولم يعد ملك الفقراء حاملا لهذه الصفة.ومؤسسات الدولة من حيش وأمن وحكومة أصبحت فاقدة للمصداقية ومحط انتقاد لاذع..!!
والمغاربة أصبحوا أكثر من أي وقت مضى مشككين في هويتهم ووطنهم،والتناحر بينهم،نسائهم ورجالهم شيوخهم وكهولهم وأطفالهم،أصبح في درجات سفلى من التدني غير المبرر بالفقر بقدر شرعنته بالفوارق الكبيرة والشاذة التي تنخر المحتمع وتبرز غياب أدنى درجات التربية والأخلاق الحسنة..كل هذه الظواهر أثبتت أن هذا البلد منتج للقتالة والجريمة والإرهاب.وأصبح المغربي لصيق في العالم من أقصاه إلي أدناه بالإرهاب وبالحريمة المنظمة والمخدرات..!!
بلد بهذا التاريخ يشوه إلي هذه الدرجة..!!
لم يعد خافيا على أحد أن هذا المشهد الرمادي بهذه القتامة من صنع أياد خفية أصبحت لدى البادي والعادي أنها صانعة هذا المشهد السياسي الفظيع،وحان لها أن تنسحب من محيط الملك ،إنها مسؤولة بوضوح على ما يتخبط فيه المغرب من مشاكل جمة وصعبة.وأنها إن استطاعت جزئيا أن تهندس ما بعد 20 فبراير ودستور 2011 إلا أنها اليوم في باب مسدود ولا مفاتيح لها غير أن تعلن فشلها وتنسحب..!!
فبعد ثورات القرى والبوادي والمدن الصغيرة... إن بقي الحال على ما هو عليه ستدخل المدن الكبري التي ظلت في الحياد الحلبة..وهنا بدون شك الأمر سيزداد تعقيدا اللهم إلا إن كان هذا رهانها فالبورجوازية المغربية اليوم القابضة على المغرب لن تنسحب بسهولة،وواهم من يظن أنها بدون بوصلة ولا مصالح فهي اليوم الحاكمة فعلا ،لذا الأحزاب القابضة على المشهد اليوم قد تتراجع أو تموت لتخلفها قوى جديدة وصاعدة قد تشكل النخب البورجوازية الشابة إحدى معالمها. لأن تطلعاتها في امتلاك المغرب والعالم،إفريقيا بالخصوص أحد طموحاتها وباعتبارها مالكة للمال والمعرفة فإنها قادرة أن تعرف من أين تؤكل الكتف..!!
مكان اليسار من كل هذا أمام تراجع وعي الطبقة العاملة والوعي العمالي ونقابة قوية..لن يكون له تأثير وسيكتفي إن هو أبلى البلاء الحسن برأسمال رمزي.
إنها الحقيقة والحقيقة المرة لمواطن تراجع وعيه بدرجة كبيرة ولا مؤشر علي استعادة هذا الوعي ،لذا فهو ساع بشجاعة إلى الحفاظ على الذات ومقاومة الاندثار.
المغرب بالأمس كان بأزمة قلبية.واليوم هو في موت سريري بغرفة الإنعاش..!!
لأن ما يحصل ينبئ بكارثة ،فالتسونامي والزلزال لا يأتي إلا في ثوان،وحتي أعظم الدول لا تتنبأ بحدوثه،فأن تنام وتستيقظ وتتسوق وتشرب فنجان قهوة وتتعطر وتسافر ليست مؤشرات استقرار بقدر ما تكون درجة القيم والأخلاق وحب الوطن والإنسان لأخيه الإنسان هي المؤشر والضامن في آن واحد.
لذا بداية 2018 من الضروري ان تكون بمعطيات جديدة وبوجوه جديدة وبخطاب جديد للقطع مع الماضي ونشدان الجديد.