بدون إحراج السلطات الإسبانية، قام أحمد توفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالترويج للنموذج المغربي لإدارة المساجد. ذلك، في اعتقاده، نموذج يحتدى من قبل العديد من البلدان في أفريقيا وأوروبا.
كشفت الهجمات في برشلونة وكامبريلس فشل "الإسلام الإسباني". فشلت السلطات المحلية في السيطرة على جميع المساجد، كما يتضح من مكان العبادة في ريبول حيث ابتكر عبد الباقي الساتي الإسلام الراديكالي وقام بنشره بين الشباب الذين هم في غالبيتهم من أصل مغربي.
و ريبول ليست استثناء، حيث أن العديد من أماكن العبادة تقع تماما خارج سلطة مدريد في حين تديرها الجماعات المتطرفة.
وقد استفادت هذه الأخيرة طيلة سنوات طويلة من الرضا عن الخدمات السرية في مدريد التي كانت تخشى أن تفرض الرباط نفوذها على المساجد. إن قضية إخلاء محمد حامد علي، رئيس الاتحاد الإسباني للكيانات الدينية الإسلامية في أبريل 2012، بليغة في هذا السياق.
- فرصة لإسبانيا لتنقيح سياستها
ويعتزم المغرب، الذي يتابع هذا الملف بشكل خاص، أن ينبه السلطات الإسبانية، وبهجة مختلفة، إلى أخطاء إدارتها. وقال وزير الشؤون الإسلامية أحمد توفيق في بيان مكتوب لوكالة (EFE) الإسبانية: "إن الخطاب الذي دعت إليه المساجد يجب أن يكون متوافقا مع القيم الأساسية لبلد المنشأ والبلد المضيف ".
وبالفعل، تستند تصريحات الوزير إلى جماعة تضم ما يقرب من مليون مغربي يعيشون في إسبانيا لرب من أجل أن يساعدوا، دون أن ينطقوا بكلمة، المملكة الشريفة في إدارة الإسلام. تلك في اعتقاده الوصفة الفعالة "لمواجهة التطرف في البلدان التي تقيم فيها الأقليات المسلمة".
وفاء منه لواجب التحفظ، امتنع توفيق عن إعطاء دروس مباشرة للإسبان. تلك طريقته في توجيه الرسائل ولكن دون إحراج وإزعاج الجهات المرسلة إليها.
وبالتالي فإن إسبانيا مدعوة إلى اتباع نموذج السيطرة على المساجد المعمول بها في المغرب لسنوات، والذي تم تعزيزه بشكل واضح منذ تعيين، من أحمد التوفيق، في عام 2002، على رأس إدارة الشؤون الإسلامية.
ولكن هل ستعطي سلطات مدريد دورا للرباط في هذه العملية؟ غير أن المشكلة العويصة تكمن في أن مخاوف الحاضر والخوف المتتالي من المغرب قد تجعل هذا المنظور غير قابل للتحقق. وللتذكير، فقد حذر تقرير أصدره في عام 2015 معهد إلكانو المرموق الحكومة الإسبانية من تأثير المغرب على المساجد.
