الجمعة 29 مارس 2024
في الصميم

الصحراء وديبلوماسية "جوج ريال" !

الصحراء وديبلوماسية "جوج ريال" ! عبد الرحيم أريري

سيبقى عام 1991، عاما يؤرخ بوقف إطلاق النار الذي تم تحت إشراف الأمم المتحدة بين المغرب من جهة والبوليزاريو والجزائر من جهة أخرى، ولم تكن سنة 1991عاما لطي الملف، إذ ما أن انتهت الحرب التقليدية التي تتواجه فيها الجيوش بمختلف أنواع الأسلحة، حتى انطلقت حرب أشرس من طرف الجزائر في مختلف المحافل الدولية مسنودة بأموال البترول والغاز المهرب من جيوب الجزائريين بهدف تركيع المغرب إما لشراء الرؤساء والوزراء والبرلمانيين أو لشراء المنظمات المدنية الدولية لإصدار المواقف ضدبلادنا.

إن المغرب الذي تمكن من فتح أربعة أوراش كبرى منذ صيف 1999، والتي ساعدته على اكتساب مساحات عديدة في الساحة الأوروبية والأمريكية والإفريقية (ورش طي سنوات الرصاص + ورش المشاريع الترابية المهيكلة + ورش محاربة الهشاشة والورش الاقتصادي) مطلوب منه اليوم أن يكمل السلسلة، بإضافة ركن خامس أو ورش خامس ليس لحشد الدعم فقط للطرح المغربي بخصوص ملف الصحراء، فهذا أمر محسوم ميدانيا مادام المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، ولكن لإرهاق الجزائر والزيادة في إنهاكها. ويتطلب الأمر الرفع من الاعتماد المخصص للديبلوماسية عبر ثلاثة مداخل:

المدخل الأول: التوجه للشعب ليساهم كل مواطن بدرهمين في الشهر، أي ما يمثل 24 درهم في العام يدفعها المواطن بما سيوفر مبلغا قدره 720 مليون درهم سنويا.

المدخل الثاني: التوجه لأصحاب الثروة الكبرى ليتقسموا حصة الشعب (72 مليارا) كل حسب حجم ثروته. فثروة أنس الصفريوي ليست هي ثروة لعلج، وثروة مولاي حفيظ العلمي ليست هي ثروة إدريس النقطة وثروة عثمان بنجلون ليست هي ثروة حسن الدرهم، وهكذا دواليك. إذ لا يعقل أن يحقق هؤلاء ثرواتهم الباذخة من امتيازات خيالية خولها لهم المشرع دون أن يساهموا في هذا المجهود الحربي

الذي تواجهه البلاد. خاصة وأن حفلا واحدا ينظمه واحدا من هؤلاء الأثرياء يكلف 2 أو 3 مليار سنتيم لاستدعاء هيفاء أو هيشاء من الشرق العربي لأداء بعض الأغاني في الحفل وتعود أدراجها إلى وطنها.

المدخل الثالث: أن تخصص الدولة مساهمة بقدر ما ساهم به الشعب والأثرياء (72 مليار سنتيم لكل فئة)، أي أن الدولة عليها رصد 114 مليار سنتيم كحصة إضافية.وبالتالي سيمكننا هذا المونطاج المالي من التوفر على 288 مليار سنتيم إضافية كل عام تخصص لديبلوماسية هجومية في كل المواقع التي تنشط فيها الجزائر والبوليزاريو. إذ من العار أن يكون مصير المغرب معلقا بملف الصحراء، ولا يرصد لديبلوماسيتنا سوى حوالي 80 مليار سنتيم كل عام، ولايعين سوى 1600 ديبلوماسي في كل أصقاع العالم . أي أن المغرب لا يخصص عمليا سوى 2191 درهما في اليوم للصحراء!!

بالله عليكم، اعطوني دولة كان لديها تراب متنازع عليه في الأمم المتحدة وكانت تخصص له 41 ألف ريال في اليوم؟ ففي أي وجه سينفق هذا المبلغ؟ أي هلعلى حفل عشاء بـ «كاس نقي» يجمع ديبلوماسيي المغرب مع سياسيين ورجالأعمال وفنانين بالخارج أم على ندوة؟ أم على تمويل رحلة لجامعيين وصحفيين وجمعويين وبرلمانيين أجانب من دول المعمور لزيارة المغرب  واستكشافه  والالتقاء بنخبهوأناسه؟

إن انتقاء الكفاءات «للي عندها الكبدة» لتمثل المغرب في السفارات والقنصليات والرفع من حجم الموارد البشرية العاملة في الحقل الديبلوماسي لتخفيف العبء وتقاسم المهام مع التفكير في إحداث ملحقين حزبيين (حسب كل عائلة سياسية) بالسفارات أو تنظيم زيارات دورية للأحزاب المغربية والمنظمات المدنية لكل دول العالم لمن شأنه أن يطيل غصة المغرب في حلق العسكر الجزائري.