الخميس 28 مارس 2024
خارج الحدود

الرئيس الفلندي يقزم ترامب بـ: "الناس كيكذبو غير على الميت"...

الرئيس الفلندي يقزم ترامب بـ: "الناس كيكذبو غير على الميت"... الرئيس الأمريكي ترامب (يمينا) والرئيس الفلندي ساولي نينيستو

ليست بالمدة القصيرة التي تفصلنا الآن عن دحض الولايات المتحدة الأمريكية لاعتقاد عمَّر طويلا بين شعوب العالم، حتى أن كل مجتمع تبنى ما يفيد اعتقاده بطريقته كما هو حال بلدنا المغرب الذي راج فيه وعبر سنين مثل "ما كنكذبو غير على الميت". وبحسب ما سبق ذكره فإن أمريكا أو بالأحرى تطور مجريات أبحاثها العلمية قاد إلى ابتكار تقنية تكشف كذب الشخص من صدقه وبنسبة تصل إلى 99,99 في المائة قبل عشرات الأعوام. الأمر الذي لم يعد فيه مجال إلا إلى ذكر الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.

وعليه، وفق منطق الأحكام، يبقى الشعب الأمريكي في مقدمة مواطني العالم الأكثر اقتناعا بهذا التحول، وأي محاولة للتغاضي عنه تلقى به في زاوية التهور غير محسوب العواقب. لذلك توضع أكثر من علامة استفهام وتعجب أيضا حين يثبت رئيس هذه الدولة ليس فقط تغاضيه، بل وتجاوزه إلى الكذب على الأحياء. والأكثر ليس أي حي، وإنما رئيس لدولة أخرى اسمها فلندا.

جاء هذا المستجد الذي وُقع بلسان دونالد ترامب على خلفية ما تشهده ولاية كاليفورنيا من حرائق تعد سابقة في سجل كوارث المنطقة، حيث قضت على نحو 60 ألف هكتار، مدمرة أزيد من 10 آلاف منزل وأكثر من 2500 مبنى آخر. فضلا عن حصيلة قتلى ناهزت الـ 80 ضحية وما يقارب 1300 مفقود. مما أبان، كما قال الرجل، عن عجز سلطاته في كبح جماحها. ومن ثمة لم يجد تعقيبا على ذلك سوى الاستشهاد بما تسلكه فلندا من تدابير للحفاظ على مجالها الغابوي، بل ساق ما قال عنه حديث دار بينه وبين رئيس تلك الدولة ساولي نينيستو حين أكد له الأخير "أنهم يمضون وقتا طويلا في تمشيط الغابات وتنظيفها بجمع الحشائش، وبالتالي فهم لا يواجهون مشاكل في هذا الصدد".

ولأنه حي يرزق، لم يطلب الرئيس ساولي نينيستو اختبار آلة "كشف الكذب" على ترامب، وإنما سارع لنفي كلامه وبالتعبير الصريح. إذ شدد على أنه لم يشر، إن من قريب أو بعيد، إلى ما زعمه دونالد، وكل ما في الأمر أنه تحدث عن امتلاك دولته لأجهزة استشعار متطورة تساعد على تفادي الكوارث قبل وقوعها.

قول ترامب ورد نينيتسو لم يكن إلا أن يستغل من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبسخرية عارمة، وضعت زعيم أقوى دولة في العالم بموقف ولا أضعف، خاصة وأن عبارات الاستخفاف والذهول التقى حولها وبالدرجة الأولى المنتمين للبلدين معا. وذلك في إجماع على أن ترامب أعطى دليلا آخر بكونه يعاني شيئا ما في اتزان مداركه، وأنه برغم ما تلقاه من تكوين دراسي فإنه يبدو، بحسب المعلقين، أنه غادر المؤسسة قبل أن يتعلم من درس "الندم على كلام لم تقله أرحم بكثير على الندم بشأن كلام قلته".