الخميس 18 إبريل 2024
سياسة

حين يعالج بنعبد الله والعثماني والدكالي في "سبيطار الحومة" آنذاك سنثق في المنظومة الصحية

حين يعالج بنعبد الله والعثماني والدكالي في "سبيطار الحومة" آنذاك سنثق في المنظومة الصحية من الأعلى: سعد الدين العثماني، نبيل بن عبد الله وأنس الدكالي مع صورة لمستشفى محمد الخامس بالحسيمة

منذ انتخابات 2011 وحزب الكتاب يسير قطاع الصحة، وهو القطاع الذي كان خارج رادار السلطات منذ عقود، مما أنتج لنا وضعا كارثيا بالمستشفيات العمومية.

لما تولى "الشيوعيون" حقيبة الصحة في حكومة بنكيران (سنة 2012، ثم مع حكومة العثماني المنبثقة عن اقتراع 2016)، استبشر الرأي العام خيرا بالنظر إلى أن القطب الاجتماعي كله أسند لحزب "الحاج الشيوعي بنعبد الله"، ويتجلى ذلك في وزارات: التشغيل والسكن وسياسة المدينة والصحة، وتفجرت آنذاك آمال كبرى في إمكانية إحداث نقلة ولو نسبية، في المجال الصحي .

لكن للأسف كل هذه الوزارات عرفت سوء تدبير، ولم يرق التسيير إلى خلق قيمة مضافة تخفف عذابات المواطنين.

صحيح أن الأصوليين، شركاء "الشيوعيين" بالحكومة، كانوا مجرد دعاة بالمساجد والزوايا والمآتم وتجييش الناس في حفلات الختان والجنازات، وبالتالي لم يراكموا أي دراية في تدبير الشأن العام وكانوا (وما زالوا) يفتقرون للأطر المتمرسة والكفؤة. في حين كان الأمر مختلفا بالنسبة للشيوعيين (حلفاء الإخوانيين)، على اعتبار أن حزب الراحل يعتة يعج بالأطر وبالكفاءات المكونة بأحسن الكليات والمعاهد (المغربية والأجنبية)، فضلا عن كونها أطر مارست التدبير في قطاعات حكومية أو عمومية. وهذا ما جعل الصدمة كبيرة والخيبة رهيبة.

لماذا؟

لأن الأصل التجاري لحزب الكتاب كان هو: "نحن في خدمة المهمشين والفقراء والطبقات الوسطى"؛ فإذا بنبيل بنعبد الله يقوم بقرصنة الحزب ويطرد أو يهمش الكفاءات الحزبية ذات نفس وطني، ويعبد الطريق لكل متسلق أو انتهازي. وباع بنعبد الله "حزب يعتة"  لولي نعمته بنكيران (حتى جفف به الأرض)، وتواطأ بنعبد الله مع كبار المنعشين ومنحهم "كارت بلانش" ليقتلوا المدن بمشاريع تفتقد لمقومات جودة العيش الحضري (يا للمفارقة كان يسير سياسة المدينة!) .

والنتيجة ها هي أمامنا: مستشفيات لا تصلح حتى لفحص الجردان فأحرى أن تقوم بتطبيب الآدميين: لا أدوية ولا معدات طبية وتم إفراغ القطاع من الأطباء والممرضين وفشل في أجرأة برنامج "راميد".

وبما أن الأصوليون والشيوعيون تواطؤوا معا لردم المرفق العام في الصحة بغاية تسهيل ولوج "مالين الشكارة" لمجال المستشفيات لحلب المغاربة، فإن إشراف العثماني وأنس الدكالي على ملف تقويم اختلالات قطاع الصحة هو ترخيص ثان لدق آخر مسمار في نعش القطاع.

وحين نسمع أن العثماني أو بنعبد الله أو الدكالي "ناعسين في سبيطار الحومة" لتلقي العلاج، آنذاك سنثق في جدية المشروع وفي جدوى سياسة الحكومة.