الأزمة المالية التي يتخبط فيها المجلس الجماعي لطنجة، والتي أضحت تشكل خطرا حقيقيا، تدفعه إلى اتخاذ قرارات خاطئة تضر بمصلحة المدينة والساكنة.

الديون المتراكمة، الناتجة عن قضايا مرفوعة ضد الجماعة في المحاكم، وما يرافقها من حجوزات تتعلق بمبالغ مالية طائلة، يدفع الأغلبية المسيطرة على دواليب المجلس، إلى تدابير غير عقلانية ناتجة عن الضغط المالي القاهر، وتؤدي إلى بروز سلبيات كثيرة في كل المجالات، كما تؤكد تشكيلة المعارضة داخل المجلس.

الجماعة الحضرية لطنجة، التي يقودها ويتحكم فيها حزب العدالة والتنمية، لم تجد أمام ضائقتها المالية سوى اتخاذ بعض التدابير غير العقلانية، كان أسوأها إنشاء حساب خصوصي لبيع ممتلكات الجماعة.

وكان السلوك الأفدح الذي ارتكبه هذا المجلس، حسب آراء أدلى بها لجريدة "أنفاس بريس" عدة فاعلين ثقافيين وجمعويين بطنجة، هو التخلي عن قصر أثري فخم ونادر يقع في مدينة فيتوريا الإسبانية مقابل درهم رمزي..!!

قصر "ألابا اسكيبيل" الذي كان ضمن أملاك الملياردير الإسباني الدوق دي طوفار الذي تبرع بجميع ممتلكاته لفائدة مدينة طنجة التي عشقها بجنون، تم تشييده سنة 1488 كان يفترض أن تقوم الجماعة الحضرية لطنجة بتنفيذ عملية ترميمه، غير أن الأزمة المالية للجماعة حالت دون ذلك. وبدل إيجاد حل إيجابي، ذهبت الجماعة برئاسة العمدة البشير العبدلاوي إلى التخلي عنه نهائيا..!!

هذه الخطوة التي أقدم عليها مجلس مدينة طنجة، خلفت حالة من الاستياء العميق لدى الطنجويين الذين أدانوا تفويت هذا القصر الأثري، واعتبروا ذلك بمثابة تخلي طنجة عن ملك هام من أملاكها..!!