الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

ميزانية بلدية برشيد تُسعر أجواء المجلس بحقائق تحيل على المساءلة القانونية

ميزانية بلدية برشيد تُسعر أجواء المجلس بحقائق تحيل على المساءلة القانونية عبد الرحيم الكاميلي، رئيس بلدية برشيد

مرت دورة أكتوبر 2018 لبلدية برشيد في أجواء ساخنة، حيث تم تبادل مجموعة من الإتهامات والسب والقذف بين الرئيس وكاتب المجلس على وجه الخصوص وهما معا من نفس الحزب وينتميان للأغلبية المشكلة للمجلس البلدي (ياللغرابة)، وبعد حصة أولى للأعصاب المتوترة، عاد الهدوء خاصة وأن مجموعة من العوامل الظاهرة والخفية لا تسمح للأطراف المتنازعة بمواصلة الرفع من قيمة الصراعات، مع العلم أن كلمة تزوير أرقام الميزانية صرح بها كاتب المجلس...ولم يتم تتبعها بشكل جدي للبحث في ماهية صحة معطياتها من عدمها... خلال الحصة تميزت بالموافقة على الميزانية الجديدة للسنة التي هي على الأبواب 2019.

وبما أن لمجلس بلدية برشيد أغلبية مريحة، فإن هذه الأغلبية لم تجد إشكالا في الموافقة على كل الأرقام المالية التي تضمنها التقرير والتي تركت بعضها ملاحظات قوية مقرونة بانتقادات واندهاش كبير من طرف مكونات مدينة برشيد وبشكل خاص من طرف الجمعيات المنبثقة من المجتمع المدني. ومن الأرقام المالية المثيرة، تخصيص دعم مالي "ضخم" ليوسفية برشيد. ولهذا الدعم خلفيات واضحة لكون عدد هام من أعضاء بلدية برشيد هم في نفس الآن أعضاء في فريق يوسفية برشيد الصاعد هذا الموسم للبطولة الاحترافية لقسم الصفوة. مع العلم أن رئيسه الفعلي هو في نفس الآن رئيس المجلس الإقليمي وواحد من برلمانيي إقليم برشيد..

وهنا يتضح تداخل المجال الرياضي والسياسي، بينما الفصل 65 من مدونة الجماعات المحلية منع الجمع بين هاتين المهمتين إلى حد التنبيه والتحذير... ولهذه الغاية فإن قضاة جطو سينكبون قريبا على تشريح هذا التداخل الغير القانوني الذي لازال العديد من المسيرين غير خاضعين لمنطوقة... وإن عملية الجزر آتية بالتأكيد لأن الفصل واضح بشكل جيد ونبه إلى ضرورة الإبتعاد عن المال العام بأي طريقة من الطرق... و"الخطة" التي نهجها بعض الرياضيين على الصعيد الوطني هي "مفضوحة" وبشكل واضح. وكل مخاطر بالفصول والقوانين عليه تحمل العواقب.

وبالرجوع إلى الأرقام المالية المدونة في  الميزانية الجديدة لبلدية برشيد، نجد تخصيص دعم جد مستفز لجمعية معروفة ببرشيد وتقوم بأعمال اجتماعية وإنسانية لشريحة كبيرة من المعاقين ببرشيد وعوض دعمها بغلاف مادي يمكنها من التغلب على تكاليف أنشطتها والأدوية والتجهيزات الطبية نجد البلدية تخصص لها ألفي درهم، وهي قيمة لا تكفي ولو لتغطية أدوية مريض واحد لشهرين فما بالنا من مصاريف ما يقارب الخمسين معاقا؟!. يضاف إلى هذا الدعم المثير هناك كذلك الغلاف المالي المخصص للكهرباء ببرشيد والذي تم تحديده في 500 مليون. إنه مبلغ جد هزيل، خاصة وأن برشيد في تزايد عمراني سريع.. ولها حاليا مئات الأحياء السكنية التي تحتاج شبكتها الكهربائية للصيانة المتواصلة. من يتأكد أن العديد من الأرقام المالية للميزانية الجديدة لبلدية برشيد خلفت ردود فعل قوية ومن المحتمل أن تكون لهذه الأمور مساءلة قانونية لكون الجانب "العاطفي" كان حاضرا وبقوة.