الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

وزير خارجية البرتغال: المغرب شريك أساسي ونؤكد على الحوار لتسريع حل نزاع ملف الصحراء المغربية

وزير خارجية البرتغال: المغرب شريك أساسي ونؤكد على الحوار لتسريع حل نزاع ملف الصحراء المغربية الحبيب المالكي (يمينا) وAugusto Santos Silva

بدعوة من نظيره البرتغالي، رئيس جمعية الجمهورية (البرلمان البرتغالي)، فيريرو رودرغيز Ferrero Rodrigues، يقوم رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي بزيارة عمل وصداقة إلى جمهورية البرتغال. وبهذه المناسبة عقد الحبيب المالكي جلسة عمل معAugusto Santos Silva  وزير الشؤون الخارجية في الحكومة البرتغالية بحضور عثمان اباحنيني سفير الملك بالعاصمة لشبونة.

في بداية اللقاء شكرا الحبيب المالكي وزير الشؤون الخارجية البرتغالي على حرصه على هذا الاستقبال وتبادل وجهات النظر مع الوفد المغربي، مذكرا بأن التعاون بين البلدين يعتبر منتظما، فاللجنة العليا المشتركة تشتغل باستمرار بين الجانبين، إذ وصلت إلى عقد ثلاثة عشر لقاء ثنائي بينها.. وأخبر بالمناسبة المالكي أن لقاءه بـ Ferrero Rodrigues رئيس جمعية الجمهورية كان مثمرا، حيث تم التوقيع على مذكرة التفاهم والتي من بين نقطها تقوية دور مجموعتي الصداقة واللقاء كل سنتين من أجل الحوار وتبادل الأفكار والمقاربات لتقريب وجهات النظر بين البلدين.

وبالمناسبة توجه الحبيب المالكي إلى وزير الخارجية البرتغالي إلى الاهتمام بضرورة تطوير المؤسسات الثقافية واللغوية البرتغالية المتواجدة بالمملكة المغربية. ونحن، يضيف المالكي، كمغاربة مهتمون باللغة البرتغالية ونعتبرها مهمة من أجل تقريب وجهات النظر بين البلدين وبين المغربي والبلدان الناطقة بالبرتغالية. وعبر في نفس السياق بكون المغرب يرغب في الانضمام للبلدان الناطقة بالبرتغالية، لأنه يقتسم جزءا مهما من الذاكرة والقيم المشتركة مع الجارة البرتغالية.

وعلى مستوى ملف الهجرة أكد المالكي أن المغرب اتخذ خطوات جد شجاعة على المستوى السياسي ورفع تحديات كبير في هذا الشأن، حيث سوى الوضعية القانونية لآلاف من المهاجرين. لكن، يشير المالكي أن على المنطقة ككل أن تقوم بمجهودات كبيرة في هذا الشأن، ثم المجهودات التي يقوم بها المغرب على مستوى محاربة الاٍرهاب بطريقة استباقية محكمة مبنية على التتبع والمواكبة، والإفادة والتعاون مع مجموعة من الدول الأوربية في مقدمتهم فرنسا، بلجيكا، إيطاليا، والبرتغال أيضا، مما يوضح أن السؤال اليوم ملح حول الأمن والاستقرار، والمغرب شريك متقدم للاتحاد الأوروبي. وبالتالي من الواجب، يؤكد المالكي، على الدول الصديقة مساعدته لربح هذا الرهان، وأساسا على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري.

وتأكيدا لمفهوم الأمن والاستقرار الذي يصبو إليه المجتمع الدولي، أكد المالكي أن نجاح المغرب في ضمان محاربة استباقية للإرهاب والتشدد ومعالجة مشكل الهجرة أساسا لجنوب الصحراء لولا ما ينعم به من استقرار ووحدة. وفِي هذا السياق أشار المالكي لوزير الخارجية أن ربح رهان الأمن والسلم والاستقرار لدى الشعوب يمر باحترام وحدة ترابها ووحدة شعوبها، والمغرب لم ولن يدخر مجهودا من أجل الحفاظ على وحدته واستقرار بلده لأنها تعتبر من الأمور المقدسة لدى مختلف مكونات المجتمع والدولة المغربية.

وفِي هذا الصدد أشار رئيس مجلس النواب أن ما قام به الاتحاد الأوروبي بخصوص منطقة البلقان، هي تجربة ناجعة ومشجعة، والمنطقة الآن تنظر إلى المستقبل ومستقرة بشكل جيد، وإذا استطاع القيام بنفس الشيء على مستوى الحوار بين بلدان شمال أفريقيا، وأساسا بين المغرب والجزائر، سيكون الأمر متميزا، لكن على أساس الثقة وأن تكون مواقف منطقية وواقعية، وحينما يرفض الآخر الحوار يعني أن موقفه غير مرتكز على معطيات وحجج منطقية، والمنطقة تضيع بسبب هذا التعنت، والإحصائيات الاقتصادية دالة بشكل واضح على ذلك.

وبشكل واضح وصريح توجه الحبيبي المالكي إلى Augusto Santos Silva بالقول إن ما يروج له من تقرير للمصير بخصوص النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، فتقارير الأمم المتحدة هي من أقرت باستحالة إجرائه على مستوى مجموعة من المعطيات، لذلك وغيرة منه على منطقته وحمايتها والنهوض بها وقطع الطريق على الدواخل وجعل المنقطة في ميزان المزايدات السياسية والحسابات الجيواستراتيجيّة، اقترح المغرب الحكم الذاتي مقابل الخروج من المأزق وأن لا نظل محبوسي النزاع وربح تنمية وتقدم شعوب المنطقة، ومد يده اكثر من مناسبة والتاريخ والوقائع يشهدان على ذلك؛ أما إذا زاد الأمر تعنتا وكبرياء على حساب المنطقة، فأكد المالكي على أن المغرب في أرضه، ويمارس سيادته كاملة عليها، ويضاعف من مستوى تنميتها، ولن يزحزحه أحد عن أرضه.. وفِي هذا الصدد أعاد التأكيد (رئيس مجلس النواب) على اعتبار أن الأمين العام للأمم المتحدة يقوم بمجهودات كبيرة، لكن هناك عراقيل، والبرتغال بالنظر إلى تاريخها وموقعها وموقفها المنفتح والمتوازن في ذات الوقت، فإنه في غياب الاستقرار في شمال إفريقيا، وأساسا المغرب، الجزائر وتونس، لن تنعم أبدا أوروبا بالهدوء والتقدم، والعكس صحيح أيضا.

من جانبه رحبAugusto Santos Silva  وزير خارجية جمهورية البرتغال بالحبيب المالكي والوفد المرافق له، وشكره على مقاربته بخصوص مجموعة من المواضيع. واعتبر وزير الخارجية أن المعلومات التي قدمها المالكي ذات راهنية وصحيحة ويتفق معها جملة وتفصيلا.. مؤكدا في نفس الوقت أن ديبلوماسية الخارجية البرتغالية واضحة من طرف الحكومة، وهي أساسية وتناقش كل أسبوع على مستوى البرلمان، وعندما يصوت و يعتمد البرلمان رأيا ليس بالضرورة هو رأي الحكومة البرتغالية. واعتبر بالمناسبة أن المملكة المغربية شريك أساسي بالنسبة للبرتغال وجار محترم. وأكد أن للبلدين اتفاقيات متعددة ومتقدمة سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف ترتبط أساسا بالأمن الداخلي عبر وزارتي الداخلية الذين يشتغلون بطريقة متواصلة ضد التهديدات التي يمكن أن تمسنا وغيرها، ثم الجانب المتعلق بالطاقة وللبلدين شركاء في هذا الجانب يشتغلون لتطوير العلاقة، ثم الشراكة الاقتصادية.. حيث أشار وزير الخارجية أن المملكة المغربية الشريك الثاني في إفريقيا للبرتغال وللبلدين استثمارات متبادلة، على مستوى السياسي.

وأكدAugusto Santos Silva  أن هذا الجانب جد متميز، وعلى مستوى الديبلوماسي هناك تعاون بخصوص قضايا التربية الدينية ومحاربة التشدد والتطرف وإبراز الوجه الحقيقي للإسلام، ثم التدبير المشترك لمشكل الهجرة بين الجانبين. وفي هذا الجانب أكد وزير الخارجية أن الجمهورية البرتغالية ستكون حاضرة على أعلى مستوى بمراكش، من خلال اللقاء الذي سينظمه المغرب تحت الرعاية الأممية لاعتماد الميثاق العالمي حول الهجرة، من أجل المساهمة في إنجاح التظاهرة، وفي النظر إلى الهجرة بشكل آخر، والاتحاد الاوروبي يدعم بشكل جدي في هذا الموضوع.

وبخصوص ملف الصحراء المغربية أكدAugusto Santos Silva  وزير الخارجية أن الحكومة البرتغالية تشجع مجهودات الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل قابل للتفاوض ومقبول.. ودعا بالمناسبة إلى حوار مباشر بين الأطراف المعنية والتسريع بإيجاد حل للملف. ونحن على استعداد دائم، يؤكدAugusto Santos Silva  لتقديم أية مبادرة تساعد على الحل.. مشيرا إلى أن البرتغال تكون دائما قريبة من الحل، وليس من المشاكل.