تنشر جريدة "أنفاس بريس" حلقات من ذكريات ومذكرات الكاتب الصحافي محمد شروق، انطلاقا من قضائه للخدمة المدنية بوزارة الداخلية والإعلام (قطاع الإعلام) في 01 دجنبر 1986؛ إلى إحالته على المعاش في 25 مارس 2024، بعمالة الدار البيضاء أنفا كمسشار للعامل في الصحافة والاتصال.
قبل تعيينه عاملا على عمالة المحمدية، كان حسن الرحموني الذي جاء لوزارة الداخلية من التعليم العالي كأستاذ للغة الإنجليزية، كان مسؤولا عن لجنة الصحافة والاتصال بالجائزة الكبرى للحسن الثاني للغولف التي ينظمها المغرب كل سنة بدار السلام بالرباط.
بهذه المناسبة، سينسج الرحموني مع الكثير من الصحافيين، منهم واحد إبن المحمدية. هذا الشخص غير المحترف للصحافة لأن له مهنة أخرى رغم أنه مشهور كصحافي، سيصبح الصديق المقرب من حسن الرحموني عندما سيصبح عاملا بالمحمدية.
كيف ؟
كيف ؟
هذا الشخص أصبح رهن إشارة العامل في كل شيء وكل مكان، كان جليسه يوميا بالبيت ينقل له أخبار المدينة وخاصة رجال السلطة وأهم المنتخبين، علما أن الرحموني مهووس بالبحث عن كل معلومة صغيرة وكبيرة.
المسؤولون بالعمالة ورجال السلطة بمختلف الدوائر أدركوا هذا فصاروا يهابونه ويتخوفون من نقل أخبارهم ولو مغلوطة.
المسؤولون بالعمالة ورجال السلطة بمختلف الدوائر أدركوا هذا فصاروا يهابونه ويتخوفون من نقل أخبارهم ولو مغلوطة.
صار الجميع يشتغل في ظل "إرهاب إداري".
الشخصي المعني بالأمر ترأس اجتماعات داخل مقر العمالة بدون صفة سوى الصديق المقرب للعامل، وهو ما أعطاه إحساسا بالعجرفة والتحكم.
حتى مصور العمالة منذ سنوات، الحاج محمد الشقروني تم تغييره بتدخل من هذا الشخص الذي أتى بمصور آخر لقضاء مصالح هو يعلمها.
الشخصي المعني بالأمر ترأس اجتماعات داخل مقر العمالة بدون صفة سوى الصديق المقرب للعامل، وهو ما أعطاه إحساسا بالعجرفة والتحكم.
حتى مصور العمالة منذ سنوات، الحاج محمد الشقروني تم تغييره بتدخل من هذا الشخص الذي أتى بمصور آخر لقضاء مصالح هو يعلمها.
كنت أتابع هذه الأمور ولا أقبلها دون أن أتقاسم ذلك مع أي كان. كان همي هو الاشتغال على الملفات التي أكلف بها، وأترجم المقالات لجريدة "بيان اليوم".
في يوم 18 نونبر 1992، وهو يوم الاحتفال بعيد الاستقلال. كانت قد مرت حوالي شهرين على بداية انتقالنا جميعا إلى عمالة المحمدية.
حسن الرحموني اختار أن يخلق الحدث بمدينة المحمدية بتنظيم مباراة في كرة القدم بين ٧قدماء المنتخب الوطني وقدماء لاعبي شباب المحمدية، بحضور صحافيين جاؤوا بدعوة من العامل من الدار البيضاء والرباط.
كانت مدرجات ملعب البشير غاصة بالجماهير، والصحافي"صديق العامل" هو منشط المباراة؛ حاملا الميكروفون يتنقل من هنا إلى هناك لأخذ تصريحات من الحضور من لاعبين وصحافيين ومسيرين، كانت تسمع عبر مكبر الصوت.
كانت مدرجات ملعب البشير غاصة بالجماهير، والصحافي"صديق العامل" هو منشط المباراة؛ حاملا الميكروفون يتنقل من هنا إلى هناك لأخذ تصريحات من الحضور من لاعبين وصحافيين ومسيرين، كانت تسمع عبر مكبر الصوت.
إنتهت المباراة، فكان الجميع على موعد وجبة عشاء ببيت الحاج محمد أيت منا رحمه الله، الرئيس السابق لفريق شباب المحمدية.
عدنا رفقة العامل وبعض الصحافيين إلى مقر العمالة.
وأنا في مكتبي سيتصل بي حسن الرحموني، للبحث عن الصحافي حميد الصبار من أجل استقباله.
خرجت من مكتبي.. نزلت أبحث في الطابق الأرضي و أمام مقر العمالة.. في بابها، سألتقي بصاحبنا الصحافي والمنشط. سألته: "واش مابانش ليك حميد الصبار؟".
سمعني لكنه لم يرد في حركة إهمال لم أتقبلها. فصحت بصوت عال موجها الكلام وراء ظهره: "واش مكتسمعش".
عاد أمامي ووضع وجهه أمام وجهي وقال: "أنا مخدامش عندك".
عدنا رفقة العامل وبعض الصحافيين إلى مقر العمالة.
وأنا في مكتبي سيتصل بي حسن الرحموني، للبحث عن الصحافي حميد الصبار من أجل استقباله.
خرجت من مكتبي.. نزلت أبحث في الطابق الأرضي و أمام مقر العمالة.. في بابها، سألتقي بصاحبنا الصحافي والمنشط. سألته: "واش مابانش ليك حميد الصبار؟".
سمعني لكنه لم يرد في حركة إهمال لم أتقبلها. فصحت بصوت عال موجها الكلام وراء ظهره: "واش مكتسمعش".
عاد أمامي ووضع وجهه أمام وجهي وقال: "أنا مخدامش عندك".
دخلنا في أخذ ورد بصوت مرتفع، فما كان مني إلا أن أحكمت القبض عليه باليد اليسرى لأسدد له لكمة باليد اليمنى. عوض ذلك، بصقت بقوة ومباشرة على وجهه، وأطلقته بعد أن تدخل سائق العامل المرحوم عزيز.
سيذهب صاحبنا يجري إلى سيارته صامتا والدموع في عينيه. غادر بسرعة وعدت إلى المكتب واتصلت بالعامل كأن شيئا لم يقع، لأخبره بأن الصبار ربما عاد إلى الدار البيضاء لأنه غير موجود.
كنت أعرف أن لهذا الحادث سيكون له ما له وليكن. بقيت في مكتبي إلى أن غادر الجميع إلى بيت أيت منا.
سأجد صديقي محمد شقيفة إبن البرنوصي رئيس مصلحة الموظفين توجهنا إلى فندق سامير (أفانتي). تناولنا العشاء، وحكيت له ما جرى فأبدى إعجابه لما وقع، مؤكدا لي أن جميع المسؤولين سيفرحون لذلك سوى العامل.
عرفت فيما بعد أن صاحبنا غاب نهائيا عن الأنظار لأنه وهذا طبيعي، لم يكن ينتظر أن يقوم أحد خاصة من داخل العمالة بتحديه لأنه اعتاد على التخوف منه من طرف الجميع.
ظل الكل يسأل عنه لأنه كان أحد نجوم مباراة ملعب البشيرلكن العامل علم بالأمر.
في صباح اليوم الموالي، جئت لمقر العمالة مستعدا لأي ردود فعل، أكبرها إنهاء الإلحاق والعودة إلى وزارة الإعلام.
بقيت في مكتبي دون أن يتكلم معي حسن الرحموني. وفي المطعم، سيقول لي المرحوم فراح: إن العامل سأل بعض الأشخاص بمن فيهم أنا، عما وقع بينك وبين فلان.وأكد لي في كلمة واحدة: "هذا و(يعنيني) جبتو يخدم معايا أو يسلخ عباد الله".
ستمر أربعة أشهر بالضبط دون أن أرى العامل أو يكلمني. هو لم يتصل بي و أنا لم أطلب لقاءه. أما صاحبنا فقاطع العمالة نهائيا.
بقيت في مكتبي دون أن يتكلم معي حسن الرحموني. وفي المطعم، سيقول لي المرحوم فراح: إن العامل سأل بعض الأشخاص بمن فيهم أنا، عما وقع بينك وبين فلان.وأكد لي في كلمة واحدة: "هذا و(يعنيني) جبتو يخدم معايا أو يسلخ عباد الله".
ستمر أربعة أشهر بالضبط دون أن أرى العامل أو يكلمني. هو لم يتصل بي و أنا لم أطلب لقاءه. أما صاحبنا فقاطع العمالة نهائيا.
كان السائق يحضرني ويعيدني إلى بيتنا بسيدي البرنوصي. أتناول وجبة الغذاء رفقة فراح بالمطعم أو بالفندق، و أتابع ترجمة المقالات والقيام ببعض المكالمات الهاتفية لأنني كنت أتوفر على خط مفتوح.
وفعلا أثر الاصطدام بيني وبين "صديق العامل" على صورتي بين مسؤولي العمالة وخاصة رجال السلطة بإيجابية.
دعيت أكثر من مرة لمناسبات ببيت هؤلاء، وصارت علاقتي بهم أكثر من طيبة.
دعيت أكثر من مرة لمناسبات ببيت هؤلاء، وصارت علاقتي بهم أكثر من طيبة.
ستمر أربعة أشهر ليتصل بي العامل حسن الرحموني، ويطلب مني الحضور بمكتبه، ليقدم لي ملفا لأشتغل عليه قائلا:" غير بشوية عليك بلا متزرب.."
أخذت الملف وخرجت..
يتبع..