السبت 27 إبريل 2024
مجتمع

سؤال آني: هل يجوز استخلاص أجور وزراء حكومة الإخوان من أموال حزب شاربان ؟!

سؤال آني: هل يجوز استخلاص أجور وزراء حكومة الإخوان من أموال حزب شاربان ؟! سعد الدين العثماني
لنفرض مثلا أن القدر وحسن الطالع لعب لفائدة فصيله السياسي، وأن الهيئات التقريرية لحزب "شاربان" خرجت بقرار قاسي جدا، يتعلق بمقاطعة ومحاربة كل أنواع المسكرات الحرام، وجندت الرأي العام الدولي والوطني لمطالبة الحكومة بإغلاق متاجر الخمور والبيرة والويسكي والروج، وتشميع أبواب حانات وملاهي وكابريهات وعلب الليل على طول خارطة الوطن. ( لن نتناول هنا حقوق اليد العاملة)
ولنفترض مثلا أن خلايا حزب " شاربان" وفروعه المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية ترافعت،واجتاحت ونجحت في استقطاب واستدراج شعب "لمداويخ" إلى تفعيل نداء"الحلال بين والحرام بين"، بصيغ البيانات والبلاغات المدبجة بالآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة والنصائح الطبية..... واستعانة بفن الكلام ( نثرا وشعرا...) لدى فئة واسعة من فطاحلة الكأس من قياداتها النابغة على منابر الخطابة لتمرير آليات هذه الحرب المقدسة لتطهير العملة المغربية وميزانية الحكومة من أموال حزب "شاربان".
لنفرض أن حزب "شاربان" اقنع شعب "لمداويخ"،واستطاع أن ينتزع "فتوى" تحريم أجور وزراء البيجيدي على اعتبار أنها تستخلص من مداخيل ضرائب الكحول والروج والبيرة والماحيا والويسكي والفودكا.... ما هو الموقف الطي سيتخذه إخوان بن كيران والعثماني؟ وهل سيعيدون للدولة "حرامها" من أموال مداخيل حزب " شاربان"؟ وما هو حكم الشرع في قياداتهم، ووزيراتهم ووزرائهم ؟
كيف سيكون موقف الدراع الدعوي الغارق في فضائح الجنس، عندما تسقط من ميزانية الحكومة الإخوانية مداخيل الروج والبيرة والويسكي والفودكا والماحيا والتي تقدر بالملايير حسب ميزانية 2019 ؟ هل ستعول حكومة الطبيب النفساني على مداخيل الرقيةالشرعية ؟ وفقهاء الدجل والشعوذة والسحرة؟
السؤال لا يحتاج إلى تفكيك أو تدقيق، لأنه واضح وضوح الشمس في نهار جميل، كما ورد في بعض بيانات حزب شاربان سابقا ( نحن نلتزم بأداء كل واجباتنا الضريبية والدولة لا تلتزم بصيانة حقوقنا ).
أظن أن وطنية حزب "شاربان"، الذي استطاع قياديوه وأعضاءه ومنخرطوه والعاطفين عليه والمناصرين له، أن يسمنوا ميزانية حكومة الإخوان ويلتزمون سنويا بضخ سيولة ضرائب ما يحتسون من مشروبات روحية،
( أظن) أن بنيته الاستقبالية وهياكل حزبه ستعرف إقبالا منقطع النظير خلال الشهور القادمة، وأن جحافل المتأسلمين ستصطف على بابه طلبا واستجداء لبطاقة انخراط تشفع لهم يوم لا ينفع سؤال في ميزانية حكومة أغرقت البلاد والعباد في الديون ورهنت الوطن لصناديق الخارج. في الوقت الذي ينضبط ويلتزم فيه قوم "السكايرية" بأداء ضرائبهم عما يشربون.
فعلا لقد صدق من قال " الله يخلف على السكايرية" الذين انقدوا ماء وجه الحكومة، أما المتملصين من أداء الضرائب الثقيلة والذين أفتى فيهم زعيم الباجدة السي بنكيران بقولته الشهيرة " عفا الله عما سلف"، فلهم جزاء الإحسان.
الخلاصة :أن حزب شاربان مورد مالي أساسي لحكومة العدالة والتنمية، يؤدي واجباته الضريبية بنظام وانتظام، خلاف من يتملص من أداء الضرائب .