الخميس 19 سبتمبر 2024
كتاب الرأي

مصطفى عماي:نم مطمئنا يا عمر

مصطفى عماي:نم مطمئنا يا عمر

نم مطمئنا يا عمر، ما عدت ملهمنا ولا معلمنا وما عدت مرجعا ماعدنا نجتمع لنحيي ذكراك ونبلغ رسالتك " رسالة جيل لجيل" ونقرأ الفاتحة على روحك الطاهرة، ونقل لك "نم مطمئنا يا عمر نحن البديل المنتظر" فكل ما تركته لنا من فكر بات في الرفوف ويمتح منه القليل منا في إطار المزايدة والبحث عن مواقع جديدة.
نم مطمئنا يا عمر
فكل شيء بعدك صار بأحسن حال: احزابا؛ نقابات؛ مجتمع مدني؛ مثقفون. ... كلنا على نهج مذكرتك التنظيمية وتقريرك الأيديولوجي وبطبيعة الحال كلنا ذاك المناضل الذي اردته مؤطرا بالأخلاق.
نم مطمئنا يا عمر
نم مطمئنا أنت ورفاقك من الشهداء المهدي؛ كرينة ؛ دهكون. ...فقد احرجتمونا لأنكم كتبتم تاريخاً بدمائكم الطاهرة يصعب محوها أو نسيانها وحتى تجاوزها وظل يحاصرنا أينما ولينا وجوهنا لأنه ارتبط بإرادة شعب تواق للحرية والوحدة والديمقراطية.
نم مطمئنا يا عمر
أتدري عمر ؟ أن أبناء هوامش المغرب هم من يؤمنون بالفكرة أولا ثم يظلون على العهد حتى النصر أو الشهادة وما يبدلون تبديلا بدءاً منك فالولي مصطفى السيد ورفاقه ( الذين فرض عليهم أن يكونوا انفصاليين ) والشهيد محمد كرينة و.... فهوامش المغرب تخيف المركز وحتى الجيران - لأنها صادقة في ماتؤمن به- وهذا ما دفع الجزائر لإغلاق الحدود خوفاً من تسلل عدوى النضال من اجل الديمقراطية والمطالبة بتوزيع عادل للثروات وقريبا ستغلق موريتانيا حدودها هي الأخرى فالنموذج التنموي بالاقاليم الصحراوية -إن تم تنزيله - سيحرج حاكم نواكشوط لا محالة.
نم مطمئنا يا عمر
نم مطمئنا فكل ما نظرت له صار متجاوزا لم نعد في حاجة للحزب فمن يناضل هو آخر من يستفد ومن يقرر هو آخر من يعلم بقرارات اتخدت بإسمه وحتى النقابة صارت عبئاً علينا فالاضراب جريمة يعاقب عليها القانون والقرارات اللاشعبية تتهاوى علينا ولا من يحرك ساكناً. التنظيم الوحيد والذي صار تقويته مهمة وتموقعه أهم ولم توصينا به هو التنظيم العائلي وما يدور في فلكه..
نم مطمئنا يا عمر
نم مطمئنا دع روحك الطاهرة تهدأ لا تشغل نفسك بنا لا تخف على استقرار الوطن فنحن احرص عليه من حاكميه نقتل بالرصاص ثم نطحن في شاحنات الازبال ونسامح نبيت في العراء في هذا البرد القارس ولا ننتفض نجوع نعرى وتثقل كاهلنا الزيادات والاقتطاعات يخصخص التعليم وترفع الدولة يدها عن الصحة ولا نثور نقاتل الزمن من أجل ديبلوم ونفشل في كسب عطف الوطن وإن تظاهرنا بحق الدستور نعنف بواجب الحفاظ على أمن واستقرار الوطن لنعانق قوارب الموت ونحن نردد( نموت نموت ويحيى الوطن )..
نم مطمئنا يا عمر
نم مطمئنا فقد ابدعنا في حقل العلوم السياسية وباتت الجامعات منشغلة بمصطلح "لبلوكاج" نعم لا الحكومة تشكلت ولا المفاتيح أعيدت لصاحبها ولا انتخابات مبكرة في الأفق. وكل ما جنيناه هو أننا اثبتنا للعالم أننا بلد غريب قد يعيش بدون حكومة وبدون برلمان وأن الإستشارة الشعبية بدعة ومضيعة للوقت والمال.
نم مطمئنا يا عمر
نم مطمئنا يا شهيد فقد تأكد لهم أنهم اغتالوك خطأ فإرثك الفكري والنضالي - تهاوى أمام المناصب والمكاسب -بقي في الرفوف نلوح به كفزاعة كلما ضاقت علينا وأما الوطن فإن عين الله التي لا تنام هي من يحرسه وأما نحن فالكل تمام لا ينقصنا إلا شوية أنفة وكرامة.