الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

ضعوا البارود في بندقيتي لتحرير البيضاء من الاختناق المروري !

ضعوا البارود في بندقيتي لتحرير البيضاء من الاختناق المروري !

في كل يوم يخسر 950 ألف بيضاوي ساعتين في المعدل بسبب الاختناق المروري بسبب فظاعة السير والجولان، أي أن العاصمة الاقتصادية تخسر مليون و900 ألف ساعة في اليوم، بمعني أن المدينة تضيع منها 963 مليون و500 ألف ساعة عمل في السنة نتيجة عجز السلطات عن التخفيف من حدة الاختناقات في الشوارع.

وإذا استحضرنا مساهمة الدار البيضاء في خلق الثروة الوطنية، التي تمثل الخمس مقارنة مع باقي الجهات بالمغرب، آنذاك سنعي حجم الخسارة وحجم المؤامرة التي تحاك ضد هذه المدينة. إذ لو كانت للمسؤولين «الكبدة» على الدار البيضاء لما ضاعت مليوني ساعة عمل في اليوم، حيث بدل أن تمثل حصة المدينة في خلق الثروة الوطنية بنسبة 19.2 في المائة، فلي اليقين أن هذه الحصة كانت ستكون 25 أو 30 في المائة، لكن أنى لهذا الطبيب أو الموثق أو المحامي أو رب المعمل أو الأستاذ أو الإطار ببنك أو شركة أو بمحكمة أن يستمر في الإنتاج وفي خلق الثروة في الوقت الذي نجد المسؤولين غير مبالين بقنبلة السير والجولان بأهم حاضرة بالبلاد.

فحظيرة السيارات بالبيضاء بلغت مليون و400 ألف سيارة، والدولة تفتح مناطق كبرى في وجه التعمير، غربا وشرقا، بدون تخطيط مسبق لضبط التمفصلات بين المجالات العمرانية الجديدة والمجالات الأصلية، والخريطة الإسكانية تغيرت بشكل أدى إلى ميلاد أقطاب حضرية بضواحي المدينة بدون رابط بينها على المستوى الطرقي أو السككي أو عبر شبكة الحافلات. (مثلا الرحمة، الهراويين، النواصر، تيط مليل، دار بوعزة، بوسكورة)، فضلا عن ذلك تم فتح عدة أوراش كبرى دفعة واحدة بدون منهجية وبدون استحضار الكوابح للتقليل من الخسارات (مطار أنفا، الترامواي، قناطر المدخل الجنوبي وأنفاقه....) بدون استنساخ نموذج الدول المتقدمة التي تحرص على فتح هذه الأوراش الكبرى وإلزام الشركات المكلفة بالتنفيذ على العمل ليلا ونهارا لتقليص مدة الإنجاز وتخفيف عذابات السكان (شنغهاي، ميلانو، بركسيل، دبي..) يضاف إلى هذه الأعطاب العجز المزمن الذي تعرفه الدار البيضاء بشأن النموذج المتبع في الحكامة والذي يتواطؤ فيه كل الفاعلين والمتدخلين في الحقل السياسي، بالنظر إلى أن كل طرف «عندو مو في العرس» عملا بالمثل الشعبي «اللي عندو مو في العرس مايباتش بلا عشا».

فالمجلس البلدي الحالي تائه و" معتوه"، رغم أنه المجلس التي توفرت له الأغلبية الكاسحة) عكس المجالس السابقة التي كانت فيها التطاحنات التافهة بين الأحزاب)، والسلطة استقالت منذ بدء حركة 20 فبراير وتركت النار تأتي على الأخضر واليابس بالبيضاء، والمكاتب الوطنية (سكك، موانئ، صندوق الإيداع..) تقرر في منشآت تحاصر الدار البيضاء مطمئنة إلى غياب أي رادع يردعها لردها لجادة الصواب، ووزارة التجهيز ردمت كل المشاريع الخاصة بالمداخل الطرقية للبيضاء، وتم تجميد معظم المشاريع الطرقية المهيكلة الممكن أن تخفف من حدة الأزمة المرورية بالبيضاء (نموذج المدخل الجنوبي الرابط بين البيضاء والجديدة، أو الطريق رقم 50 الرابطة بين سيدي مسعود وسيدي مومن مرورا بالشيشان والمدينة الجديدة سيدي عثمان) ووزارة الإسكان «هرفت» على العقار الضاحوي للبيضاء وفتحت مدينة لخيايطة بدون أن تكلف شركة العمران نفسها عناء توسيع الطريق الرابطة بين ليساسفة ولخيايطة لامتصاص الصبيب الهائل الذي خلقته مشاريع الوزارة.

والنتيجة هي أن الدار البيضاء قد تشهد ـ إن لم يتم تدارك الوضع ـ عما قريب ميلاد «مايكل دوغلاس» جديد في فيلم la chute.. حيث اضطر البطل إلى إشهار بندقية في وجه المحيطين به لعدم قدرته على تحمل الإرهاق والعذابات اليومية الناجمة عن الاختناق الفظيع في المرور.