قام الرئيس اللبناني ميشال عون، ظهر يومه الخميس، بتكليف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بتشكيل الحكومة خلفا لتمام سلام. ويأتي هذا التكليف بعد انتخاب عون الرئيس الثالث عشر للبلاد يوم الإثنين، وبعد يوم واحد من إطلاق المشاورات مع الفرق النيابية. هذه الأخيرة اختارت الحريري باستثناء نواب حزب الله. للإشارة فهذا التكليف، وقبله انتخاب الرئيس، يعيدان لبنان إلى فكرة الدولة بعد فراغ رئاسي دام سنتين ونصف عرفت خلالهما البلاد الكثير من التحديات، وفي صدارتها تهديد "داعش" و"جبهة النصرة" على الحدود مع سوريا، وتدخل حزب الله في الحرب هناك، إضافة إلى فضيحة تراكم الأزبال في شوارع بيروت، وتنامي الأزمة الاقتصادية والمالية.
متتبعو الوضع اللبناني يعتبرون أن تكليف الحريري الذي سبق أن شغل نفس المنصب من سنة 2009 إلى 2011، هو جزء فقط من التحديات الباقية، وأهمها النجاح في تأليف حكومة تحظى بثقة البرلمان، بانتظار رفع أخرى من قبيل سن قانون جديد للانتخاب، ودخول البلاد رهان تشكيل برلمان جديد. وفي هذا الإطار قال سعد الحريري عقب تكليفه " إنه عهد جديد. وأملي كبير في هذه اللحظة الإيجابية التي تضع حدا لمعاناة الوطن والمواطنين طوال عامين ونصف العام من الشغور والشلل والجمود، في تشكيل الحكومة سريعا، لتعمل على إنجاز قانون انتخابي يؤمن عدالة التمثيل وتشرف على إنجاز الانتخابات النيابية في موعدها."
