الخميس 2 مايو 2024
خارج الحدود

بعد 500 عام من الاقتتال الطائفي: الكاثوليك والبروتستانت يردمون انقسامهم الديني

بعد 500 عام من الاقتتال الطائفي: الكاثوليك والبروتستانت يردمون انقسامهم الديني

أعرب البابا فرنسيس وكبار اساقفة الكنيسة اللوثرية في العالم عن الأسف العميق الاثنين 31 أكتوبر 2016 في السويد حيال عمليات القتل جراء الانقسام بين المسيحيين قبل 500 عام، داعين الى مواصلة الحوار نحو الوحدة.
ووصل البابا المؤيد بقوة لوحدة المسيحيين، الاثنين الى السويد للمشاركة في انطلاق عام من الاحتفالات محورها الاصلاح الكنسي. وهي خطوة تندرج ضمن 50 عاما من الحوار بين اللوثريين (74 مليونا في العالم) والكاثوليك (1,2 مليار)، رغم انه ما يزال بعيدا عن انهاء جميع الخلافات.
وكتب لوثر 95 رسالة وضعها على باب كنيسة فيتنبرغ، جنوب برلين. وقد القى البابا عليه الحرم الكنسي ما ادى الى حروب دينية دامية في العقود التالية.
وقال البابا فرنسيس يحيط به القساوسة اللوثريون اثناء صلاة مسكونية في الكاتدرائية اللوثرية في لوند (جنوب)، التي تعود الى القرون الوسطى، "اننا بحاجة الى ان ننظر بصدق ومحبة الى ماضينا والاعتراف بخطايانا ونطلب الصفح".

وخلال القداس الذي تم التفاوض حول خدمته بعناية سنوات عدة، قال الكاردينال السويسري كورت كوخ ان "فشل" الكاثوليك واللوثريين" ادى الى "مقتل مئات الآلاف من الناس". واضاف "اننا نأسف للالام المتبادلة بين الكاثوليك واللوثريين".

واشادت الكنيسة الكاثوليكية ايضا بمساهمات لوثر. وقال البابا فرنسيس بهذا الصدد في عظته "بكل امتنان، نعترف بان الاصلاح ساهم في وضع الكتاب المقدس بشكل مركزي في حياة الكنيسة".

وتابع الحبر الاعظم "لا يمكننا ان نستسلم للانقسامات والابتعاد الناجم عن انفصالنا. لدينا فرصة لاصلاح لحظة حرجة في تاريخنا، والتغلب على الخلافات وسوء الفهم الذي كثيرا ما منعنا من تفهم بعضنا البعض".

وفي عظته الطويلة قال القس مارتن يونغ، الامين العام للاتحاد اللوثري العالمي الذي ينظم الاحتفال ان هذه "اللحظة التاريخية" فرصة للكاثوليك واللوثريين لكي "ينأوا بأنفسهم من ماض يلطخه الصراع والانقسام".

وأضاف "ندرك ان ما يوحدنا يفوق كثيرا ما يفرقنا. نحن غصون الكرمة ذاتها"، معربا عن الاسف حيال تشتت المؤمنين الذين توحدهم المعمودية، مؤكدا ان وحدة المسيحيين "ما كان يجب كسرها".

إلا ان البيان المشترك، والموقع بالأحرف الاولى من البابا ورئيس الاتحاد اللوثري العالمي الاسقف الفلسطيني منيب يونان، يشير الى استمرار الخلاف حول رمزية القربان المقدس. فالازواج المختلطون من كاثوليك وبروتستانت لا يمكنهم المناولة في الكنيستين.

ويضيف البيان الذي قراته الاسقف هيلغا هوغلاند ان "العديد من ابناء طوائفنا بودهم ان يكونوا قادرين على تلقي القربان المقدس على طاولة واحدة، كتعبير ملموس عن الوحدة الكاملة".

وتابعت "هذا هو الهدف من جهودنا المسكونية التي نرغب ان نراها تحقق تقدما".

واحتضن البابا في الكاتدرائية رئيسة الكنيسة اللوثرية السويدية ورئيسة اساقفة اوبسالا، انتي ياكيلين التي التقاها في الفاتيكان برفقة زوجها.