رغم كثرة الخطابات والبرامج و الوعود، فإنني سأتطرق لسبب واحد يدعوني إلى التصويت على فيدرالية اليسار الديمقراطي التي تشكل في الوقت الراهن الأمل المتبقى أمام شعبنا للتقدم ولو خطوات في طريق التغيير المنشود ببلادنا.
السبب الذي أقصد هو مستوى الفقر والفقراء ببلادنا، والذي يعتبر نتيجة طبيعية للسياسة المتبعة منذ عقود من طرف الحكومات المتعاقبة، وآخرها الحكومة الحالية، وليس قدرا محتما كما يحاول البعض تصوره.
إن الفقر في بلادنا، والذي طال الملايين من جماهير شعبنا، هو ظاهرة مستفزة لنا جميعا، وعلى الخصوص كل من له ضمير حي، ووعي بمشاكل وقضايا الوطن والمواطنين.
إن الفقر ببلادنا هو صنيعة السياسيين الفاسدين، الذين أصبحوا يحتكرون الثروة والسلطة، والذين اغتنوا على حساب فقر شعبنا، و لا زالوا يبحثون في كل انتخابات على المزيد.
إن الفقر ببلادنا هو جريمة في حق وطننا، يرتكبها الفاسدون و الناهبون لثرواته، ويرتكبها أيضا كل الذين يفضلون الصمت واللامبالاة على النضال ومقاومة هذا الوضع المؤلم و المستفز، و كأن حال لسانهم يقول "أنا و بعدي الطوفان".
إن محاربة الفقر ببلادنا ليس مسؤولية الفقراء وحدهم، والذين يعتبرون ضحية السياسيين الفاسدين الذين يستغلون كل انتخابات للمتاجرة بفقرهم، بل مسؤوليتنا جميعا.
لذلك سأصوت على فيدرالية اليسار الديمقراطي وأدعو إلى التصويت على رمز الرسالة، حتى نقطع الطريق على المتاجرين في فقر شعبنا وآلامه، أو على الأقل أن نرسل رسالة واضحة أننا قادمون بآمالنا وأحلامنا، وبتصورنا للمجتمع المغربي الجديد، مجتمع الكرامة والعدالة والديمقراطية، مجتمع المحاسبة والمراقبة والتوزيع العادل لثروات بلادنا.
