الأحد 24 نوفمبر 2024
جالية

بن الطاهر يكتب عن العلماني "شوفينمان" كـ"موديل إسلامي" لمسلمي فرنسا

بن الطاهر يكتب عن العلماني "شوفينمان" كـ"موديل إسلامي" لمسلمي فرنسا

ربما من المستجدات التي حفل بها الوسط الفرنسي، خلال الأيام القليلة الماضية، وتحديدا على المستوى الديني، تعيين الرئيس فرانسوا هولاند الوزير السابق جان بيير شوفينمان على رأس مؤسسة "الأعمال من أجل إسلام فرنسا".

وفي هذا السياق، قد يكون من المفيد التذكير بأن شوفينمان، وهو محافظ بلدية وهران الجزائرية بالوكالة والمكلف بالعلاقات العسكرية إبان مذبحة الخامس من يوليوز 1962، اعتبر عدد الضحايا الفرنسيين المصرح به والبالغ 807 قتيل مرتفع نوعا ما بحكم أن هناك من المقيمين من فضلوا المغادرة عبر الموانئ والمطارات. هذا في الحين الذي استغرب الجنرال "جوزيف كاتز" لأمر الاختفاء هذا، والذي كتب عليه شوفينمان واصفا إياه بالاختفاء بين لفات العاصفة.

ومن جهة أخرى، لابد من الإشارة إلى أن جان بيير شوفينمان، يكتري ومنذ 1983 شقة من خمس غرف بالدائرة الخامسة في العاصمة باريس. وشغل هذا الشأن العديد من الأقلام الصحفية طيلة سنوات الـ2000 على الرغم من أن شرعية هذا العقار لم يطعن فيها، كما أنه رفض اقتراح اثنين من مساعدي عمدة باريس، وهما "جان ياف مانو" و"بيير إيدنبوم" والقاضي بإخلاء السكن لأجل إعطاء النموذج المثالي. وإن كان قد وافق على الرفع من قيمة السومة الكرائية.

وحتى تتضح الرؤية أكثر، لا بأس من التعريف بـ"مجلس عقارات باريس" المشرف عليه. والذي هو هيأة للسكن الاجتماعي أنشأت سنة 1923 لهدف بناء وإدارة المساكن بمختلف مستويات الطبقات المعنية بها. وذلك على بقع أرضية لمباني هدمت بفعل تهديد السقوط الذي كان يلحقها. فضلا عن إعادة تأهيل الإقامات الإجتماعية، وأيضا الطلابية إلى جانب المراكز التجارية ودور الحضانة. فيما تعتبر مدينة باريس المساهم الرئيسي فيها.

مداخيل جون بيير شوفينمان

وطبعا، فإن الرجل السياسي يواجه العديد من المتاعب في خضم المسؤوليات الملقاة على عاتقه، وتشوب سنته الكثير من المنعرجات المعقدة الحل. إلا أنه يجد، لا محالة، في ملايين "اليورووات" التي يجنيها العزاء الناعم. ويكفي لفت الإنتباه ونحن بصدد الحديث عن جان بيير شوفينمان، ذا الـ77 عاما، إلى أنه سيطر على تصنيف رجال السياسة الأكثر دخلا خلال السنة الجارية (2016) بنحو 75مليون يورو.

هذا إذن هو الشخص الذي سيعطي مَثل المواطَنة المحتذى بها، وحب الجمهورية النموذجي، وكذا جميع القيم الواجب على مسلمي فرنسا تعلمها.

إنه يدعونا إلى أن نكون حذرين!..

وهذه تحية طائشة له منا!.